لجميع الدواوين، وخيم للأمراء والقناصل ووجوه الناس يدخلها من شاء، وتوضع المآكل من طرف المحافظة لمن حضر.
وتكون هذه الليلة من ليالى الفرح والسرور لا ينام فيها أغلب أهل القاهرة ومصر العتيقة وبولاق وما جاورها من البلاد، ويكون الطريق جميعه مطروقا، فالرجال يتوجهون إلى الخليج ويعودون إلى منازلهم لأجل الفرجة، وكذلك النساء، وتسمع المغانى والألحان من أغلب البيوت المطلة على الخليج، وكثير من الأمراء والأعيان وغيرهم من سكان جزيرة الروضة ومصر، تجعل تلك الليلة موسما للأذكار والقراءة.
ومتى كان الصباح صدر الأمر بقطع السد فيقطع، وتدخله السفن، وتسقط به العوّامون، وتبذر عليهم البدرات من الخديوى أو ممن ينوب عنه، فتنكب عليها الناس من كبير وصغير، ويحصل فى بعض الأحيان ازدحام عليها، فيحصل منه ضرر بل موت لبعض الأطفال وبعض الرجال.
ومتى انطلق الماء فى الخليج تسير الأطفال أمامه وتغنى بمغانى لطيفة، وتكون أهل القاهرة فى ذلك اليوم مجتمعة فى البيوت المطلة على الخليج لأجل الفرجة، ويكون عند أغلب أصحاب البيوت عزومات. هذا ملخص الجارى الآن.
[[مطلب الجارى صرفه لشيخ المقياس من المراحم الخديوية]]
هو سنوى وشهرى، فمرتبه السنوى ثلاثة وأربعون قرشا ديوانيا وثلثمائة قرش ديوانى وخمسة عشر نصفا فضة، وبيان ذلك:
أن خمسة عشر قرشا بدل الباسيات تصرف يوم الصليب للشيخ وتوابعه.
وخمسة عشر قرشا تصرف له يوم الوفاء. وثلاثة وثلاثين قرشا ومائة قرش وخمسة وعشرين نصفا فضة تصرف له يوم الجبر، وهى المعبر عنها