منها حكر ابن منقذ ذكره المقريزى فقال: هو خارج باب القنطرة بعدوة خليج الذكر، وكان بستانا يعرف ببستان الشريف الجليس، ويعرف أيضا بالبطائحى، ثم عرف بالأمير سيف الدولة مبارك بن كامل بن منقذ نائب الملك المعز سيف الإسلام ظهير الدين طغتكين ابن نجم الدين أيوب بن شاذى على مملكة اليمن، وانتقل بعد ابن منقذ إلى الشيخ عبد المحسن ابن عبد العزيز بن على المخزومى المعروف بابن الصيرفى، فوقفه على جهات تؤول أخيرا إلى الفقراء والمساكين المقيمين بمشهد السيدة نفيسة والفقراء والمساكين المعتقلين فى حبوس القاهرة، وذلك فى سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ثم أزيلت أنشاب هذا البستان، وحكرت أرضه وبنيت الدور والمساكن عليها.
[حكر شمس الخواص (*)]
ومنها أيضا حكر شمس الخواص مسرور. قال المقريزى: إنه فيما بين خليج الذكر وحكر ابن منقذ: كان بستانا لشمس الخواص مسرور الطواشى أحد الخدّام الصالحية. مات فى نصف شوال سنة سبع وأربعين وستمائة بالقاهرة، ثم حكر، وبنى فيه الدور، وموضعه الآن كيمان. (انتهى).
[[حكر بدر بن رزيك]]
(قلت): ويظهر أن هذين الحكرين كانا فى برّ الخليج الغربى على يسار السالك الآن بشارع أبى بدير، وكان يفصلهما عن خليج الذكر حكر فارس المسلمين بدر بن رزيك؛ وكان الحد القبلى للأحكار الثلاثة خليج الذكر، وهو الترعة التى ذكرها المقريزى فى ترجمة ميدان القمح، وكانت تمر من قنطرة الدكة إلى الخليج الكبير، ويغلب على الظن أنها كانت تتبع فى سيرها شارع وش البركة، وتمتدّ إلى الخليج الكبير.
ويظهر من كلام المقريزى فى ترجمة ميدان العزيز أن الأحكار الثلاثة المذكورة كانت بأرض بستان البغدادية الذى جعله الملك العزيز ميدانا. قال المقريزى: هذا الميدان بجوار خليج الذكر، وكان موضعه بستانا. قال القاضى الفاضل فى متجددات الثالث والعشرين من
(*) العناوين المحاطة بأقواس مربعة من إضافات هذه الطبعة الثانية.