وظهر منها علماء كثيرون ومن علمائها ابن الإسناوى وهو كما فى دائرة المعارف جمال الدين عبد الرحمن بن على بن الحسين بن شيث القاضى الرئيس الأموى الإسنوى القوصى صاحب ديوان الإنشاء للملك المعظم عيسى، ولد بإسنا سنة خمسمائة وخمسين هجرية وتوفى سنة ستمائة وخمس وعشرين.
نشأ بقوص وتفنن بها وقرأ الأدب وكان ورعا دينا خيرا حسن النظم والنثر ولى الديوان بقوص ثم بالإسكندرية ثم بالقدس/ثم ولى كتابة الإنشاء للمعظم، وكان يوصف بالمروءة وقضاء الحاجة وكانت وفاته بدمشق ودفن بقاسيون بتربته.
وكانت بينه وبين المعظم مداعبات، كتب إليه مرة أنه لما فارقه ودخل منزله طالبه أهله بما حصل له من ابن السلطان فقال لهم: ما أعطانى شيئا فقاموا إليه بالخفاف وصفعوه وكتب إليه بعد النثر فى هذا المعنى هذين البيتين:
وتخالفت بيض الأكف كأنها … التصفيق عند مجامع الأعراس
وتطابقت سود الخفاف كأنها … وقع المقارع من يد النخاس
فرمى المعظم الرقعة إلى فخر القضاة ابن بصاقة وقال أجبه فكتب:
فاصبر على أخلاقهن ولا تكن … متخلقا إلا بخلق الناس
واعلم إذا اختلفت إليك بأنه … ما فى وقوفك ساعة من باس
وكفاها فخرا ولادة الإمام ابن الحاجب بها وقد ترجمه ابن خلكان فى تاريخه فقال: