للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(جرجا)]

مدينة قديمة بالصعيد على الشاطئ الغربى للبحر الأعظم قبلى أسيوط بمسافة يومين وهى بجيم فراء مهملة فجيم فألف مقصورة كما هو المتعارف بين العامة، وفى بعض كتب الافرنج أنها أخذت هذا الاسم من اسم مارى جرجس أحد مقدسى النصارى، والذى فى كتب التواريخ والوثائق القديمة أنها دجرجا بدال مهملة قبل الجيم، قال فى (مراصد الاطلاع): دجرجا بفتح الدال المهملة، فكسر الجيم فسكون الراء فجيم فألف بلدة بالصعيد انتهى.

وهى من أشهر مدن الصعيد سيما فى الأزمان السابقة فإنها كانت مدينة الصعيد قبل شهرة أسيوط وهى رأس مديريتها وإن كان ديوان المديرية انتقل الآن إلى سوهاج لكن الاسم لم يزل لجرجا، وبها عدة جوامع نحو العشرين تشبه جوامع القاهرة منها جامع كانت حيطانه بالقيشانى ويعرف بجامع الصينى، ومنها جامع يعرف بالجامع المعلق تحته حوانيت يباع فيها العطريات ونحوها وبها جميع أنواع المتاجر المصرية والأروباوية والسودانية والحجازية وغيرها.

وبها عدة أسواق وحوانيت وخانات وقهاو وخمارات وحمام ودورها مبنية غالبا بالطوب الأحمر والبياض والزجاج على طبقتين وثلاثة، وبها عدة مخابز منها مخبز للبقسماط الأبيض كان يأخذ منه الحجاج وقت أن كانوا يكثرون سلوك طريق القصير، وكان ذلك من أسباب ثروتها ومن حين قلة سلوك هذه الطريق نقصت شهرتها، وبها من قديم الزمان صنائع شتى مثل صنعة الجلود تعمل منها مخدات نفيسة وسفر للأكل برسومات متنوعة وصنعة النجارة فى غاية الدقة والإتقان وأكثر أهل هذه الصنعة أقباط.

وفى زمن العزيز محمد على كان قد توجه عليها البحر فأكل أكثرها وذهب فى ذلك كثير من الجوامع الفاخرة والقيساريات والحمامات والدور والخانات.

وفى زمن الخديوى إسمعيل باشا عملت لها الطريقة المستلزمة لحفظها فرمى فى ذلك المحل مقدار عظيم من الدبش فتحول البحر عنها، وهى مشهورة بالعلماء الأعلام من قديم الزمان ما بين مؤلف ومدرس وقاض ومفت.