وما هو إلا أن وقف بسوق الخيل تحت القلعة، وإذا بمماليك بركة قد أكبّت عليه تصربه بسيوفها، حتى تقطّع قطعا وحزّ رأسه وعلّق على باب زويلة، وتلاعبت أيديهم فأخذوا حدّ أذنه، وأخذوا حدّ رجله، واشترى آخر قطعة من لحمه ولاكها ثم جمع ما وجد منه ودفن بمدرسته هذه وفى ذلك يقول الأديب شهاب الدين أحمد بن العطّار:
بدت أجزاء عرّام خليل … مقطّعة من الضّرب الثقيل
وأبدت أبحر الشعر المراثى … محرّرة بتقطيع الخليل
انتهى
وهى الآن بين قنطرة الأمير حسين وحارة الأنصارى بقرب حمام القزازية وقد زالت هذه المدرسة الآن وبقى من أثارها الباب والسّاقية وقبر منشئها تسميه العامة بالشيخ الأربعين ووضع يده عليها الشيخ محمد المهدى الكبير وتصرف فيها تصرّف الملاك وهى إلى الآن تحت يد ابن ابنه الشيخ محمد المهدى شيخ الجامع الأزهر سابقا وقد أكراها لجماعة جعلوها زريبة ماشية وعرفت بالزّريبة.
[المدرسة الأزكشية]
قال المقريزى: هى على رأس السوق الذى كان يعرف بالخروقيين، ويعرف اليوم بسويقة أمير الجيوش بناها الأمير سيف الدين يازكوج الأسدى مملوك أسد الدين شيركوه، أحد أمراء السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وجعلها وقفا على فقهاء الحنفية، وذلك فى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة انتهى. ويعرف موضعها اليوم بسوق مرجوش وتعرف هى بزاوية جنبلاط. انظرها فى الزّوايا.
[مدرسة إسماعيل باشا]
قال فى نزهة الناظرين: إنها بجوار ديوان المرحوم قايتباى أنشأها المرحوم إسماعيل باشا