وأما أخوه الشيخ محمد فهو محمد بن محمد الملقب بشمس الدين الخطيب الشوبرى الشافعى المصرى الإمام المتقن، الثبت الحجة شيخ الشافعية فى وقته ورأس أهل التحقيق والتدريس والإفتاء فى الجامع الأزهر.
وكان فقيها، إليه النهاية، ثابت الفهم دقيق النظر متثبتا فى النقل متأدبا مع العلماء معتقدا للصوفية، حسن الخلق والخلق، مهيبا ملازما للعبادات، وحظى حظوة فى الفقه لم يحظها أحد فى عصره، بحيث إن جميع معاصرية كانوا يرجعون إليه فى المسائل المشكلة، وكان يلقب بشافعى الزمان، حضر على الشمس الرملى ثمان سنين وأجازه بالإفتاء والتدريس سنة ألف، ولزم النور الزيادى، وأخذ الحديث عن أبى النجاء سالم السنهورى، وإبراهيم العلقمى، والعلوم العقلية عن الشيخ منصور الطبلاوى، وعبد المنعم الأنماطى، وأجازه شيوخه وشهدوا له بالفضل التام، واشتهر بالعلم والجلالة، وكان يقرأ «مختصر المزنى» و «شرح الروض» و «العباب» وغيرها من الكتب القديمة المطولة، وكان يميل إليها. وهو آخر من قرأ بالجامع الأزهر «شرح الروض» و «المختصر» و «العباب» وانتفع به كثير من العلماء منهم النور الشبراملسى والشمس البابلى، وياسين الحمصى، وغيرهم.
وألف مؤلفات كثيرة، منها «حاشية على شرح المنهج» و «حاشية على شرح التحرير» و «حاشية على شرح الأربعين لابن حجر»، و «حاشية على العباب»، وله فتاوى مفيدة. وكانت وفاته فى الحادى والعشرين من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وألف. ودفن بتربة المجاورين، انتهى.
[ترجمة الشيخ محمد الشوبرى الحنفى]
وفى حوادث سنة أربع وثمانين ومائة وألف من الجبرتى أن منها الإمام الفقيه، والفاضل النبيه، صائم الدهر الشيخ محمد الشوبرى الحنفى، تفقه