للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما أتموا هذه الأعمال ملأوا هذا الجزء بمياه النيل من فرع من الترعة الحلوة، جعلوه عند الموضع المعروف باسم «سيرابيوم» بين هذه الترعة وخليج البرزخ متصلا بهما، وبعد ذلك أحضروا الكراكات من بورت سعيد، ومروا بها من الهويسات فى الترعة الحلوة وأدخلوها فى هذا الجزء، فعملت فى تعميقه مثل ما عملت فى الجزء الأول الواقع بين بورت سعيد والإسماعيلية.

فلما كان شهر مارث سنة ٦٩، توجه الخديوى إسماعيل باشا إلى البرزخ ليشاهد أعماله، فركب فى وابور زيّنوه له بجميع بيارق (١) الدول، ومر من بحر إلى آخر، وتعجب مما رآه من تلك الأعمال، وحرر تلغرافا فى ١٨ شهر مارث سنة ٦٩ إلى نوبار باشا ناظر خارجيته بباريس، يخبره فيه بتوجهه إلى البرزخ ومروره فى خليجه، وحرر «دولسبس» أيضا تلغرافا إلى إمبراطور فرنسا يبشره بتمام العمل، ونجاح الأمل، فأجابه الإمبراطور يهنئه ويبلغه سلام الملكة قرينته، وفى تلك/السنة سافر الخديوى المشار إليه إلى أوربا، وزار عاصمات ممالكها، ودعا ملوكها وأعاظم رجالها إلى وليمة افتتاح خليج البرزخ للتجارة العامة، وشاع ذكر ذلك جميعه فى كافة الممالك.

[[مظاهر الاستعداد لافتتاح خليج البرزخ] [قناة السويس]]

فكثر توارد السفن التجارية بالمتاجر المختلفة على بورت سعيد، حتى بلغ مشحون الوارد سنة ٦٩ مائة واثنى عشر ألف طن وستمائة وستة عشر طنا، بعد ما كانت حمولة الوارد منها على هذه المدينة سنة ٦٩ ستة آلاف طن، وكثر كذلك توارد الناس على البرزخ، وسكنوا فى نواحيه. وبلغ عدد المتوطنين فى جهاته إلى غاية سنة ٦٩ نحو أربعين ألف نفس، منهم عشرة آلاف فى بورت سعيد وخمسة آلاف فى الإسماعيلية، وثلاثة آلاف فى القنطرة، واثنان وعشرون


(١) البيارق: الأعلام.