(منفيس وطيب)، وكان يتبع تلك المملكة فى بعض الأزمان، بعض البلاد التى بين أسوان وحلفا، وبسبب ذلك حصل بين المملكتين النزاع الذى ترتب عليه هجوم الرومان على مملكة (إيتوبيا) قبل المسيح بأربع وعشرين سنة، وفيه هدمت مدينة (نباطة) عن آخرها.
وفى سنة ست وتسعين ومائتين ميلادية، فى زمن القيصر، ديوقلطيان؛ لكثرة المصاريف على العساكر المحافظين بتلك الجهة، مع قلة الوارد منها، أمر القيصر قبيلة تعرف: بنباطة، كانت تسكن بقرب الواح الكبير، أن تلتزم بخفارة هذه الجهة فى مقابلة أخذ الإيراد المتحصل مما يلى أسوان إلى مسافة سبعة أيام جنوبا. فبقوا على ذلك إلى القرن السادس، ثم استولى عرب (تلميس) وهم البلمية، على ما فوق أسوان إلى قرب وادى حلفا، فكانت مملكة النوبة من إبريم ففوق، ومن ذلك الحين سمى/العرب وغيرهم ما فوق إبريم ببلاد النوبة.
[مطلب وادى الكنوز والعرب والنوبة]
(والنوبة) بطن من لواته، وهى قبيلة من البربر، سكنت تلك الجهات، وجهات سرت، والواحات.
ولما جاء الإسلام، ظهرت العرب، وسكن بعضهم بلاد النوبة، واختلطوا بسكانها إلى الآن، فصار بين أسوان، ووادى حلفا ثلاث طوائف من الناس، الكنوز، والعرب، والنوبة، (فالكنوز) وهم البربر فيما بين أسوان، وقرية وادى السباع، (والنوبة) من فوق وادى حلفا إلى الدر (والعرب) بين الاثنين، فى مسافة سبعة وأربعين ألف متر، ويطلق على أرض الكنوز وادى الكنوز. ولسانهم يقال له الكنزى، وهو يقرب من اللسان البربرى، ويقال لأرض العرب، ووادى العرب، وفيهم بقية من الكلام العربى، ولسان أهل النوبة، يقرب من اللسان الكنزى، والآن لا يكاد يعرف هذا اللسان بين البربر والكنوز، ولم تكن هذه