قال العلامة الصبان فى رسالته: ذكر ابن الأنبارى: أنه لما قتل أخوها الحسين ﵁ أخرجت رأسها من الخباء، وأنشدت رافعة صوتها:
ماذا تقولون إن قال النبىّ لكم … ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم
بعترتى وبأهلى بعد مفتقدى … منهم أسارى ومنهم خضبوا بدم
ما كان هذا جزائى إذ نصحت لكم … أن تخلفونى بسوء فى ذوى رحمى
وكان ابن عمها عبد الله الجواد بن جعفر الطيّار ذى الجناحين متزوجا بأختها أم كلثوم؛ فماتت ولم تعقب له فتزوج بزينب ﵂.
قال السيوطى فى رسالته الزينبية: ولدت زينب لعبد الله بن جعفر عليا وعونا الأكبر وعبّاسا ومحمدا وأم كلثوم وذريتها إلى الآن موجودون بكثرة، انتهى. قال: ويطلق عليهم اسم الأشراف على الاصطلاح القديم من إطلاق اسم الشريف على كل من كان من أهل البيت وإن خص الآن بذرية الحسن والحسين ﵄ وينسبون إلى النبى ﷺ، ولا يقال لهم أولاده فى عرف الفقهاء؛ فقد فرّقوا بين من يسمى ولد الرجل وبين من ينسب إليه، انتهى.
وأما قبر العتريس والعيدروس فهما متجاوران أمام باب مزار السيدة زينب ﵂ من بحرية فى ساحة واحدة مفروشة بالرخام محاطة بدرابزين من حديد متصل بدرابزين الرحبة التى عليها القباب، وعليهما سقف واحد من الخشب قائم على ستة أعمدة من الرخام وعلى كل منهما مقصورة من حديد وقبة من خشب. كل ذلك جدد بأمر المرحوم سعيد باشا ومباشرة المرحوم أدهم باشا مع عمارة الجامع، ويلتصق بكل من القبتين لوح رخام فى أحدهما:
شاد سعيد العصر فى مصره … خير مقام قد زها مثل العروس
فى نور آل البيت تاريخه … كان بناء العتريس والعيدروس
وفى الآخر:
بسرّ أبى المجد الدسوتى وصنوه … محمد العتريس كن متوسلا
[ترجمة العتريس]
وفى رسالة الصبان أيضا: أن العتريس هذا هو سيدى محمد العتريس أخو سيدى إبراهيم الدسوقى نفعنا الله بهما فى الدارين. انتهى؛ فإذا كان أخاه نسبا فهو محمد العتريس