وأما محمد الشمس أبو السعود الغراقى فهو أخوه شقيقه، ولد بالغراقة أيضا، وتحوّل منها مع أبيه وأخيه وهو مميز، فنزلوا الصحراء بتربة يلبغا، وحفظ القرآن والعمدة، والملحة وألفية النحو والمنهاج الفرعى، واليسير من:(التنبيه) - كتاب أبيه - واشتغل وحصل، وأجاز له أشياخ عصره، وحج مرارا ودخل الإسكندرية، وتكسب بالشهادة دهرا إلى أن كف بصره، فقطن فى بيته مدة، وتحول لعدة أمكنه، وحدث بالصحيح والنسائى والشفاء والعمدة، وكان محبا فى ذلك، مشاركا فى فوائد ونكت وحكايات، مات سنة تسع وثمانين وثمانمائة بقنطرة الموسكى، عند ابن أخيه، ودفن بحوش الأشرف برسباى المجاور لتربته.
ولهما أخ ثالث شقيق هو: محمد أبو مدين، سمع على الشمس الشامى الحنبلى ثلاثيات مسند أحمد، وحدث صغار الطلبة، وكان من أهل القرآن، كثير التلاوة له، وتكسب ماء ورديا بالفحامين، مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة أو التى قبلها. انتهى.