نظم البرماوى، والجعبرية فى الفرائض، والحاجبية، ثم تحول إلى القاهرة، فأكب على الاشتغال على الجمال عبد الله الحنبلى، والشريف ابن الكويك، وأجاز له جماعة، منهم: رقية بنت يحيى بن مزروع، وكان جل انتفاعه من الشمس البرماوى، وأخذا أيضا عن الشمسين:
الشطنوفى والغراقى والولى العراقى وغيرهم فى كل فن حتى الحساب /والميقات، والروحانى والنظم والنثر، ولم ينفك عن ملازمة الاشتغال والاستكثار، ولا تحاشى من الأخذ عمن دب ودرج، وأذن له البرماوى وغيره فى الإفتاء والتدريس، وناب فى القضاء بعد تمنع زائد، وزار بيت المقدس، ودخل الشام غير مرة، ودخل حلب رفيقا للمعين عبد اللطيف بن العجمى، وأخذ حينئذ عن حافظها البرهان شرحه على الشفاء بتمامه، وقطعة من شرحه على البخارى وغير ذلك.
وكان إماما بارعا دينا خيرا سمحا شديد التواضع، كثير التودد حسن العشرة، طارحا للتكلف كثير المماجنة مع أصحابه، سمحا بالعارية قادرا على إبراز ما فى نفسه بأحسن عبارة مع السرعة، لا منتهى لنادرته الحلوا، ولا تمل مجالسته، ومحاسنه جمة، وهو من بيت صلاح وفضل، يقال إن عليا جده أبا أبيه هو الشيخ على المصرى المعتقد المدفون بمنزله بالبريح بالقرب من دمشق، قال ويذكر أن الشيخ رسلان المدفون بالسبعة من دمشق من أجدادنا ولكن لم أر لذلك مستندا شافيا، كل ذلك مع عدم سعة العيش، وكان معه تدريس المدرسة النابلسية بالقرب من سعيد السعداء، وكذا قرأ بغيرها وأفتى وكتب بخطه الكثير، وكان نعم الرجل، مات سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، ودفن بتربة مجاورى الأزهر بين الطاولية وتربة سليم خارج باب البرقية، وحج عنه رحمه الله تعالى.