للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متولى الأمر بديار مصر الأمير منطاش فى دولة الملك المنصور بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون أن يكون ذلك بعد كل أذان، لرؤيا ادّعاها بعض الفقراء الخلاطين.

وسيأتى فى الكلام على طنبدا شئ من ذلك وأنه من البدع المحدثة.

ترجمة القطب الشهير سيدى على الخوّاص (١)

وظهر منها أيضا صلحاء وعلماء كثيرون، ففى طبقات الشعرانى إن منها شيخه القطب الشهير سيدى عليا الخوّاص قال:

وكان أميّا لا يكتب ولا يقرأ، وكان يتكلم على معانى القرآن العظيم والسنة المشرفة كلاما نفيسا تتحير فيه العلماء، وكان له طب غريب يداوى به أهل الاستسقاء والجذام والفالج والأمراض المزمنة.

وكان يعظم أرباب الحرف النافعة فى الدنيا كالسقاء والزبال، والطباخ، والفيخرانى، ومقدم الوالى، ومقدم أمير الحاج، والمعداوى والطوافين على رؤسهم بالبضائع، ويدعو لهم ويكرمهم.

وكان يعظم العلماء وأرباب الدولة ويقوم لهم ويقبل أيديهم ويقول: هذا أدبنا معهم فى هذه الدار/وسيعلمنا الله تعالى الأدب معهم إذا وصلنا إلى دار الآخرة، وكان إذا علم من أحد من أرباب الدولة أو غيرهم أنه قاصد السلام عليه، يذهب إليه قبل أن يأتى.

وكان أولا طوافا يبيع الصابون والجميز والعجوة وكل ما وجد، ثم فتح دكان زياتة سنين عديدة، ثم صار يضفر الخوص إلى أن مات.


(١) الطبقات الكبرى للشعرانى. المرجع السابق. ج ٢، ص ١٣٥ وما بعدها