ثم يقوم فى الساعة الرابعة نهارا فيصل إلى محطة مبط فى الساعة العاشرة من الليل، وفى أثناء طريقها محل يقال له صحن مرمر، والعقبة وركاكة الحمير. وفى مبط ماء عذب وبعض حشائش وتكتنفها الجبال. ويقوم منها الحاج فى الساعة العاشرة من النهار إلى محطة الخضيرة.
[[محطة الخضيرة]]
وتسمى ورى النار لإيقاد الحطب فيها لكثرة أشجار السنط بها، وهى بين جبلين، ويقال إن بهما معدن النحاس وليس بها ماء، والمسافة إليها مسيرة عشر ساعات.
[[محطة الينبع]]
ويقوم منها كذلك إلى الينبع والمسافة مثل ذلك، وقبل الوصول إلى الينبع يأخذ الحاج استراحة حتى ينبلج الفجر، فيشرع فى تنظيم الموكب، ويلبس المحمل كسوته ويخرج محافظ الينبع وأمراؤه والأشراف والعرب إليم ملاقاتهم، ويدخلون بالتهليل فى موكب حافل إلى أن يصلوا المحطة، وهناك يجلس أمير الحاج وأمين الصرة مع محافظ الينبع ووكيله وأشراف البلد، ويمدّ لهم أمير الحاج سماطا، ويسقيهم السكر والقهوة، ثم تصرف المرتبات للعرب وأشراف جهينة، ويخلع على المحافظ وأمين الشونة وكاتبها، ويصرف العليق اللازم للجمال وغيرها، ويبيت بها ليلة واحدة مع المحافظة على الحاج من طرف محافظ ينبع.
والينبع بندر شهير فى شرقى المالح، ليس بها تخيل ولا أشجار ولا آبار عذبة، وإنما فيها صهاريج تملأ من ماء المطر، يأخذ منها الحاج بالثمن من أربابها، وفيها قلعة عظيمة تتبع الدولة العلية بها مدافع.