قلت: ويظهر أن هذا الرواق كان كبيرا، وأن المنزل المجاور له الموقوف عليه للآن كان من ضمنه، بل ربما دخل منه فى المنازل المجاورة له، وأصل بابه كان بحارة الدالى حسين، ثم لما تغيّرت المعالم، ودثرت الرسوم، واستولت الناس على كثير من الأوقاف، جعل له باب من حارة إسماعيل بيك المذكور.
- حارة أحمد باشا يجن، عرفت بذلك لأن بها منزله، وهو منزل كبير، بداخله جنينة متسعة، وبها أيضا منزل عثمان باشا لطيف.
- عطفة عبد الله بيك، عرفت به لأن بها منزله، وبأولها جامع القمارى، وهو مقام الشعائر الإسلامية، وبه خطبة، وله منارة ومطهرة، وبأسفله ضريح رجل صالح يقال له محمد القمارى عليه تابوت من الخشب وكسوة من الجوخ، ويعمل له مولد كل سنة.
وبداخل هذه العطفة زاوية صغيرة تعرف بزاوية الحداد، وهى متخربة، وبها ضريح الشيخ على الحداد وبأعلاها أماكن للمرحومة زينب هانم، وناظرها الأمير ثابت باشا، وبالقرب من هذه الزاوية منزل الست دكير هانم، معتوقة المرحومة زينب هانم، ومنزل إسماعيل باشا الأرنؤودى، بكليهما جنينة كبيرة.
[ترجمة على بيك السروجى]
قلت: وفى مقابلة عطفة عبد الله بيك المذكورة بيت كبير مجعول الآن ورشة نجارين وكان أوّله يعرف ببيت على بيك السروجى - أحد الأمراء المصريين - وهو كما فى الجبرتى الأمير على بيك السروجى من مماليك إبراهيم كتخدا واشراق على بيك أمّره وقلّده الصنجقية بعد موت سيده، ولقّب بالسروجى لكونه كان ساكنا بالسروجية، ولما أمّره على بيك خطب له أخت خليل بيك يلفيا، وهى إبنة إبراهيم بيك يلفيا الكبير، وعقد له عليها، ثم لما حصلت الوحشة بين المحمدية وإسماعيل بيك انضم المترجم إلى إسماعيل بيك لكونه خشداشه، وخرج إلى الشام صحبته، فلما سافر إسماعيل بيك إلى الديار الرومية تخلّف المترجم مع من تخلف، ومات ببعض ضياع الشام، وذلك فى سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف. (اه).
- عطفة نافع بداخلها ضريح يعرف بالشيخ البارودى.
وبحارة العمارة أيضا أربعة أزقة غير العطف والحارات المذكورة، وضريحان؛ أحدهما يعرف بالشيخ مدندن، والثانى يعرف بالشيخ شمس. وهذا وصفها قديما وحديثا.
- عطفة العنبرى على يسار المارّ بالشارع، وهى غير نافذة، وبداخلها ضريح الشيخ العنبرى التى عرفت العطفة باسمه إلى اليوم.