لبيته. (انتهى). (قلت): واستمر لها هذا الاسم إلى وقتنا هذا، وهى عامرة يدخلها الرجال والنساء.
ويظهر مما تقدم عن المقريزى أن عطفة الأفندى هى من ضمن درب الأسوانى الذى ذكره حيث قال: إنه ينسب إلى القاضى أبى محمد الحسن بن هبة الله الأسوانى المعروف بابن عتاب.
(انتهى ملخصا).
[قصر الزمرد]
وكان بأول شارع المحكمة قصر يعرف بقصر الزمرد، وهو من قصور الخلفاء الفاطميين.
قال المقريزى: قيل له قصر الزمرد، لأنه كان بجوار باب الزمرد - أحد أبواب القصر الغربى، فلما زالت الدولة الفاطمية صار من جملة ما صار بيد ملوك بنى أيوب، واختلفت عليه الأيدى إلى أن اشتراه الأمير بدر الدين مسعود بن خطير الحاجب من أولاد ملوك بنى أيوب.
واستمر بيده إلى أن رسم بتسفيره من مصر إلى مدينة غزة، واستقر نائب السلطنة بها سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وكاتب الأمير سيف الدين قوصون عليه وملّكه إياه، فشرع فى عمارة سبع قاعات، لكل قاعة إصطبل ومنافع ومرافق، وكانت مساحة ذلك عشرة أفدنة، فمات قوصون قبل أن يتم بناء ما أراده من ذلك.
فصار يعرف بقصر قوصون إلى أن اشترته خوند تتر الحجازية ابنة الملك الناصر محمد ابن قلاوون وزوج الأمير بكتمر الحجازى، فعمّرته عمارة ملوكية، وتأنقت فيه تأنقا زائدا، وأجرت الماء إلى أعلاه وعملت تحت القصر إصطبلا كبيرا لخيول خدامها، وساحة كبيرة يشرف عليها من شبابيك حديد، فجاء شيئا عجيبا حسنه. وأنشأت بجواره مدرستها التى تعرف إلى اليوم بالمدرسة الحجازية، وجعلت هذا القصر من جملة ما هو موقوف عليها.
فلما ماتت سكنه الأمراء بالأجرة إلى أن عمر الأمير جمال الدين يوسف الأستادار داره المجاورة للمدرسة السابقة، وتولى أستادارية الملك الناصر فرج صار يجلس برحبة هذا القصر والمقعد الذى كان بها، وعمل القصر سجنا يحبس فيه من يعاقبه من الوزراء والأعيان، فصار موحشا يروع النفوس ذكره لما قتل فيه من الناس خنقا وتحت العقوبة من بعد ما قام دهرا وهو مغنى صابات، وملعب أتراب، وموطن أفراح، ودار عز، ومنزل لهو، ومحل أمانى النفوس ولذاتها، ثم لما فحش كلب جمال الدين وشنع شرهه فى اغتصاب الأوقاف أخذ هذا القصر يتشعث شئ من زخارفه، وحكم له قاضى القضاة جمال الدين عمر بن العديم الحنفى باستبداله، فقلع رخامه، فلما قتل صار معطلا مدة، وهم الملك الناصر فرج ببنائه