وفى هذه القرية نخيل أكثره من الصنف العامرى، وبناؤها باللبن والرمل، وأغلب بيوتها قباب تعرف عندهم بالقيعان، ومن عاداتهم أن يجعلوا أبوابها قصيرة، ويجعلوا بها أفرانا للخبز والدفء فى زمن الشتاء، ويفتحوا فى قمة عقدها كوة مستديرة قطرها يقرب من ثلث متر، تفتح لتصرّف الدخان ثم تسد، ويكون فى القاعة مصطبة للنوم، وكوات غير نافذة توضع فيها الأشياء، وذلك عادة جميع الفلاحين وسكان القرى، وغيرها من بلاد مصر، وفى أيام التحاريق، يشرب أهلها من آبار معينة قليلة العذوبة، بعضها مبنى بالآجر والمونة والبعض بالدبش والأخشاب، يركب عليها شواديف لسقى المزروعات الصيفية، التى من ضمنها الدخان المعروف بالقرينى والحشيشة، وبينها وبين القرين نحو ثلث ساعة، ويتسوّق أهلها من سوق القرين كل يوم أربعاء، واكتسابهم من الزرع. وأكثرهم مسلمون ومنهم علماء.
وكفاها فخرا أن منها شيخ الجامع الأزهر:(الشيخ عبد الله الشرقاوى)
[(ترجمة)[شيخ الإسلام العلامة: الشيخ عبد الله الشرقاوى]]
ففى الجبرتى من حوادث سنة سبع وعشرين بعد المائتين والألف، أنه ولد بها الإمام الفاضل والعلامة الكامل، شيخ الإسلام والمسلمين، الشيخ عبد الله بن حجازى بن إبراهيم الشافعى الأزهرى الشهير بالشرقاوى، شيخ الجامع الأزهر، كانت ولادته فى حدود الخمسين بعد المائة، وتربى بالقرين، ولما ترعرع وحفظ القرآن قدم إلى الجامع الأزهر، وسمع الكثير من الشهابين الملوى والجوهرى، والشمس الحفنى، والشيخ الدمنهورى، والسيد البليدى، والشيخ عطية الأجهورى، والشيخ محمد الفارسى، والشيخ عمر الطحلاوى، والشيخ على بن العربى الشهير بالسقاط، ثم أخذ الطريق عن الشمس الحفنى، ثم عن الشيخ محمود الكردى، ولازمه وحضر معه فى أذكاره، ودرس الدروس