وأخذه مرة مرض من حمى قوية وحدث به النافض وهو فى مجلس السلطان ينفذ الأشغال، فما تأثر ولا ألقى جنبه إلى الأرض حتى ذهبت وهو كذلك.
وكان يتعزز على الملوك الجبابرة وتقف الرؤساء على بابه من نصف الليل ومعهم المشاعل والشموع وعند الصباح يركب فلا يراهم ولا يرونه، لأنه إما أن يرفع رأسه إلى السماء تيها، وإما أن يعرّج إلى طريق غير التى هم بها، وإما أن يأمر الجنادرة التى فيها ركابه بضرب الناس وطردهم من طريقه، ويكون الرجل قد وقف على بابه طول الليل، إما من أوله أو من نصفه بغلمانه ودوابه، فيطرد عنه ولا يراه.
وكان له بواب يأخذ من الناس مالا كثيرا ومع ذلك يهينهم إهانة مفرطة، وعليه للصاحب فى كل يوم خمسة دنانير، منها ديناران برسم الفقاع وثلاثة برسم الحلوى، وكسوة غلمانه ونفقاته عليه أيضا، ومع ذلك اقتنى عقارا وقرى. ولما كان بعد موت الصاحب قدم من بغداد رسول الخليفة الظاهر، وهو محيى الدين أبو المظفر بن الجوزى، ومعه خلعة الخليفة، للملك الكامل وخلع لأولاده، وخلعة للصاحب صفى الدين-فلبسها فخر الدين سليمان كاتب الإنشاء-، وقبص الملك الكامل على أولاده تاج الدين يوسف وعز الدين محمد وحبسهما، وأوقع الحوطة على سائر موجوده، ﵀ وعفا عنه. ا. هـ.
[[ترجمة الكمال الدميرى، صاحب حياة الحيوان]]
وفى حسن المحاضرة، أن منها: الكمال الدميرى محمد بن موسى بن عيسى، لازم السبكى وتخرج به وبالأسنوى وغيرهما، وسمع على العرضى وغيره، ومهر فى الأدب ودرس الحديث بقبة بيبرس، وله تصانيف منها: شرح المنهاج، والمنظومة الكبرى، وحياة الحيوان. واشتهرت عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات.
مات فى جمادى الأولى سنة ثمان وثمانمائة، رحمه الله تعالى.