جهابذة مشايخ عصره، كالشيخ البيجورى، والسيد الدمنهورى، والشيخ إبراهيم السقاء، وكان ذا فكرة وقادة، وقريحة نفاذة، جليل المقدار، منتشرا صيته فى جميع الأقطار، حسن السمت، كثير الصمت، إذا وعد وفى، وإذا أوعد عفا، يبذل المعروف والجاه، ابتغاء مرضاة الله، يقول الفصل والصدق، وينطق ويحكم بالحق، ويؤثر مجالسة ذوى الفضل على من سواهم، مع نفس زكية، وأعراق سنية، وشيم شريفة علوية، وهمم باذخة هاشمية تقلد الخلافة البكرية، بما يتبعها، ونقابة السادة الاشرف فى الخامس والعشرين من رجب سنة ١٢٧١ هـ بعد وفاة والده.
[وقف حضرة المرحوم السيد على البكرى]
ووقف من الفدادين على ذريته ونسله، وعتقائه وعتقاء أبيه، وأمور خيرية كثيرة، مائة وثمانين فى دهمشا بالشرقية، ومائة فى العامرة وكفرها، ودملّيج بالمنوفية، وخمسمائة وسبعة وعشرين بأبشويه بالغربية، ومائة وعشرين بأشمون بالمنوفية، وعشرة بالبحيرة، وجملة عقار بمصر، ودارين بطنتدا.
ومن مآثره الاهتمام بالمولد النبوى الشريف، والتوسع فى نفقاته جدا، والاعتناء به، حتى صار يضرب فيه من الخيام عدد وافر، وبلغت مدة الاحتفال به ثمانى عشرة ليلة، وكانت وفاته-رحمة الله عليه-ليلة الجمعة، السابع عشر من ذى القعدة سنة ١٢٩٧ بعد أن ظهر بعقب رجله الأثر المعروف فيهم، وذلك أن هذه السلالة الشريفة متى حان حين أحدهم ظهر بعقب رجله ما يشبه أثر اللذغة، وراثة عن جدهم الصديق-رضى الله تعالى عنه- لما لدغ فى الغار، وهذا أمر محقق عندهم، ثابت بينهم بالتواتر، مشاهد لديها بالعيان، فى ذكورهم وأناثهم، وكبارهم وصغارهم، حتى السقط التام الخلقة، إذا انفصل ميتا، وبمجرد ظهور ذلك الأثر بالمريض، يقع اليأس من حياته، فصار ذلك دليلا لديهم على تحقق نسب من يظهر به ذلك الأثر عند موته.
ومما شرطه المترجم فى أوقافه الخيرية ترتيب اثنين بمنزله لقراءة القرآن الكريم كل ليلة ثلث ختمة، وإعداد طعام من ثريد فى كل ليلة جمعة، يتناول منه جميع من حضر من الفقراء من غير استثناء، وتلاوة ختمات شريفة متفرقة فى ليالى المولد النبوى الشريف، وأول جمعة