فتحمل، ثم ترجع إلى البرك المعتادة لها فتكون الإناث فى الأمام وتبيض بيضا دقيقا جدا فيلتقط بعضه الذكور وباقيه يفقس سمكا، وإن صيدت الأنثى فى ذهابها إلى البحر يرى كأن برؤسها من الجهة اليسرى جروحا وفى رجوعها يكون ذلك فى اليمين، وسببه أنها فى الذهاب يكون جانبها الأيسر مماسا للأرض لتستعين على التيار وفى الرجوع بالعكس.
وقال أيضا: إذا تنفس النيل بالزيادة ودخل الأماكن المنخفضة تظهر بها أسماك بكثرة، وجعل سبب ذلك أنه عند نزول النيل يكثر بيضها ويستمر فى الطين والماء حتى يأخذ النيل فى الزيادة فيفقس ويكثر وينتشر فى البرك والخلجان، وقد ردّ ذلك أرسططاليس ولكن لم يبين السبب.
[ترجمة الشيخ محمد السوهاجى]
وإلى هذه المدينة ينسب الشيخ محمد السوهائى الذى ترجمه السخاوى فى «الضوء اللامع» حيث قال:
هو محمد بن محمد بن إسماعيل فتح الدين أبو الفتح بن الشمس السوهائى الأصل نسبة لسوهاى (بضم المهملة ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة) بلدة من أعمال أخميم من صعيد مصر الأعلى القاهرى الشافعى، سبط الجمال عبد الله بن محمد السملائى المالكى، ولد فى العشر الأخير من رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بسويقة صفية من القاهرة ونشأبها فحفظ القرآن والمنهاجين وألفيّتى الحديث والنحو، وأخذ فى ابتداء العربية على الشمس محمد بن على الميمونى، ثم لازم العلم البلقينى فى الفقه إلى أن مات، وأذن له فى الإفتاء والتدريس، ولازم التقى الحصنى فى الأصلين والمنطق والجدل والمعانى والبيان، وأخذ الهندسة وغيرها عن أبى الفضل المغربى، وجاور بمكة وبالمدينة، وتكسب بالشهادة وتسامح فيها، وناب فى قضاء جدة عن الفضل بن طهيرة، وفى العقود قبل ذلك، ثم فى القضاء عن