الفدان القديم، وكذلك لو قسمنا كلا منها الى خمسة أقسام متساوية، وأقمنا الأعمدة من جميع نقط التقسيم، حدث خمسة وعشرون مربعا، كل منها صادق على الجريب. وعلى ذلك يكون الهرم مشتملا على الوحدة الذراعية التى هى أساس المساحة.
[(محاولة معرفة السماوات وتقدير بعد الشمس عن الأرض)]
ثم لا بد أن نورد بعض ما نقله السلف من أعمال المصريين فى الأزمان الماضية، ليعلم بذلك درجة تقدم المصريين، فلا يستبعد عليهم قياس الدرجة الأرضية وربط الأقيسة وغيرها بها كما فعل ذلك المتأخرون فى زمننا.
فنقول نقل عن بولين فى كتاب:«وصف أحوال مصر» الذى جمعه حيث الجمعية الفرنساوية حين استيلائهم على مصر ما معناه: قد يبلغ أمر الإنسان الى أن يتجرأ على محاولة معرفة السموات، وتقدير بعد الشمس عن الأرض، وذلك أنه حيث كان القطر سبعة أجزاء، والمحيط إثنين وعشرين، كان ذلك كافيا لقياس سعة الكون، وهذا كمن يجعل الشاكول كافيا لقياس السماء، وقد علمنا من حساب المصريين الذى وصلنا من نسيبسوس وبيتوزيريس أن كل جزء فى مدار القمر - الذى هو أصغر الكواكب - يشغل أكثر من ثلاث وثلاثين غلوة، وكل جزء من مدار زحل - الذى هو أكبر الجميع - يشغل ضعف ذلك، وكل جزء من مدار الشمس - الذى هو متوسط بينهما - يشغل نصف هذين العددين. أنتهى.
وعبارته هذه تشهد بأن المصريين فى وقته كانوا على غاية من العلم، والرومانيين بالعكس، وكان علم الفلك على غاية من التقدم، وقد ظن الفلكى باى أن كلمة جزء الواقعة فى عبارة يلين - تقابل الدرجة من المحيط المنقسم إلى ثلاثمائة وستين درجة، فحكم بعدم صحة هذه المقادير، ورأى العالم جومار غير ذلك، فقال: إن قوما عرفوا الحركة الحقيقية للمريخ والزهرة، ولم