الله، بويع له بعد وفاة الفائز وخطب له، ووزر له طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح، وتوفى سنة سبع وستين وخمسمائة.
وفى أيام العاضد قتل الصالح طلائع وتولى الوزارة بعده الملك العادل، ثم بعده ساد ولقب أمير الجيوش، ثم الضرغام ولقب بالملك المنصور، ثم الأمير أسد الدين شيركوه ثم ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب، وكانت خلافة العاضد اثنتى عشرة سنة، وهو آخر خلفاء بنى عبيد بالغرب والقاهرة، وعليه انقرضت دولتهم، وجملتهم أربعة عشر خليفة، ثلاثة بالمغرب، وأحد عشر بمصر، وكانت مدة دولتهم بالمغرب ومصر مائتين وخمسا وأربعين سنة.
وفى تربة الزعفران أيضا قبر الأمير عقيل بن الخليفة المعز لدين الله بن تميم سعد توفى سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ومعه الأمير تميم بن المعز. انتهى.
[جامع الأمير حسين]
قال المقريزى: هذا الجامع كان موضعه بستانا بجوار غيط العدة. أنشأه الأمير حسين ابن أبى بكر بن إسماعيل بن حيدر بيك مشرف الرومى، قدم مع أبيه من بلاد الروم إلى ديار مصر فى سنة خمس وسبعين وستمائة، وتخصص بالأمير حسام الدين لاجين المنصورى قبل سلطنته، فكانت له منه مكانة مكينة وصار أمير شكار، وكان فيه بر وله صدقة، وعنده تفقد لأصحابه. وأنشأ أيضا القنطرة المعروفة بقنطرة الأمير حسين على خليج القاهرة، وفتح الخوخة فى سور القاهرة بجوار الوزيرية وجرى عليه من أجل فتحها ما جرى، وتوفى فى سابع المحرم سنة تسع وعشرين/وسبعمائة ودفن بهذا الجامع انتهى.
وأكثره الآن متخرب، وإنما يصلى فى بعض بوائكه القريبة من المنبر، وله باب على رأس غيط العدة تجاه مدرسة ابن عرام التى موضعها الآن زريبة، وبابه الآخر إلى رأس الحارة، وبين البابين صهريج يملأ من النيل كل سنة، وله منارة من الحجر دقيقة الصنعة، وله بئر وبه شجرة نخل وشجرة لبخ، وله أوقاف تحت نظر ديوان الأوقاف.
[جامع حسين باشا]
هذا المسجد داخل حارة شق الثعبان بين مسجد الخلوتى ومسجد رحبة عابدين، وكان يعرف أولا بمسجد القمرى. ولما وهى جدده الأمير حسين باشا أبو أصبع فنسب إليه، وجاء فى غاية الحسن والبهجة، وبه أربعة أعمدة من الرخام، وبه منبر جميل ودكة، وأرضه