للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الناس، واستمروا على ذلك إلى زمن المرحوم عباس باشا ثم منعوا من استعماله، ويقال إن سبب المنع أنه ازدحمت عليه الناس رجالا ونساء حتى أن بعض السارقين رأى امرأة على صدرها حلى كثيرة فأراد أخذه فشرط ثديها، فبلغ الضابط ذلك، فمنع من الإتيان إليه، وأمر بالبناء عليه، فغطى بالجبس. وبعد تقادم العهد كشف بعض خدمة الجامع عن أسفله، وجعل عليه دولابا من الخشب إلى قدر القامة، وعمل له بابا فلا يفتح إلا بدراهم، وهو إلى اليوم معروف بذلك مستعمل لكثير من الناس.

وبهذا الشارع أيضا زاويتان: إحداهما تعرف بزاوية الغزى نسبة لمنشئها الأمير مصطفى الغزى، شعائرها مقامة من أوقافها، بنظر محمد سيف الدين شيخ طائفة السمكرية، ويتبعها سبيل. والأخرى زاوية على كتخدا، بأعلاها مساكن مملوكة، وشعائرها مقامة بنظر محمد سيف الدين المذكور.

وكان به أيضا زاوية تعرف بزاوية الست بادى صلاح أخذت فى شارع محمد على، ولم يبق لها أثر الآن.

وهناك أيضا سبيلان: أحدهما وقف محمد أغا جمليان أنشأه سنة تسعين وتسعمائة، وهو غير عامر الآن لتخربه، وتحت نظر الشيخ محمد العطار. والآخر وقف حسين أغا جمليان أنشأه سنة ست وخمسين ومائة وألف، وهو عامر بنظر الست عائشة.

وهناك حمام يعرف بحمام سوق السلاح، وهو قديم يدخله الرجال والنساء، وجار فى ملك يوسف أصيل ومحمود بيك العطار والشيخ مصطفى مبلغ عرفات.

***

[شارع العطارين]

ابتداؤه من المنشية بجوار جامع الغورى، وانتهاؤه شارع تحت السور، وطوله مائة وأربعون مترا، وعن يمين المارّ به: سوق العصر القديم، وشارع الرماح.

[[جامع الغورى]]

وجامع الغورى المذكور يعرف أيضا بجامع المتولى وبجامع المؤمنين، وهو فى الجانب القبلى لميدان محمد على، أنشأه السلطان الغورى، والآن غير مقام الشعائر لتخربه، وبجواره محل يعرف بالمغسل معد لغسل القتلى ونحوهم، به حجر كبير يغسل عليه القتلى، يقصده المرضى يستشفون بتخطيه، وهناك حوضان يغتسل فيهما المرضى أيضا وذلك عادة مستمرة إلى اليوم، ويتبعه سبيل متخرب يعرف بسبيل المؤمنين.