له الصفوى-ولم يتأنق فيها، وعمل بها درسا فى الفرائض، وأول ما أقيمت فيه الجمعة فى رابع رمضان سنة أربع وأربعين وثمانمائة، وكان مقدم الأطباق مدة، ثم ولاه الظاهر جقمق نيابة تقدمة المماليك، ثم عزل ومات سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، وكان طارحا للتكلف رقيقا إلى الطول أقرب. انتهى.
[جامع جوهر المعينى]
هو فى حارة غيط العدة بالقرب من جامع الأمير حسين. كان أول أمره مدرسة أنشأها الأمير جوهر المعينى الحبشى، وقرر بها مدرسا وقارئا للبخارى-كما فى الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوى-ثم تخربت إلى أن عمرها الأمير محمد بيك دبوس أوغلى وجعلها جامعا بمنبر.
قال الجبرتى فى حوادث سنة تسع وعشرين ومائتين وألف: إن الأمير دبوس أوغلى كمل تعمير الجامع الذى بقرب داره التى بغيط العدة، وهو جامع جوهر المعينى، وكان قد تخرب، فهدمه جميعه وأنشأه وزخرفه، ونقل لعمارته أنقاضا كثيرة وأخشابا ورخاما من بيت أبى الشوارب، وعمل فيه منبرا بديع الصنعة، واستخلص جهة أوقافه من أطيان وأماكن من واضعى اليد اه. وعلى وجه بابه تاريخ هذه العمارة فى ضمن أبيات باللغة التركية، وهو مقام الشعائر، وبه أربعة أعمدة من الرخام ومحرابه من الرخام، ومنبره من خشب الجوز، وله دكة بطول المسجد قائمة على عمودين من الحجر واثنين من الخشب، ومنافعه تامة من مئذنة ومطهرة ومراحيض، وفيه صهريج يملأ من النيل كل سنة، وفى زاويته التى عن يمين المنبر ضريح منشئه الأمير جوهر عليه مقصورة من الخشب الخرط وله أوقاف تحت نظر الشيخ محمد عاشق أفندى.
[ترجمة جوهر المعينى]
وقال فى الضوء اللامع: جوهر المعينى الحبشى نسبة لمعين الدين الدمياطى الأبرص، كان له أخ من جملة مماليك برد بك الأشرفى إينال/فالتمس من سيده أخذه من معين الدين ففعل وبادر بإرساله إليه، فأقام فى خدمته وصار لخوند الكبرى أم خوند زوجة أستاذه، فاستصحبته معها فى الحج، فلما وصلت إلى مكة أشارت ابنتها بإقامته للخدمة هناك، فأقام مدة وضعف حتى أشرف على الموت فأذنوا له فى الرجوع فرجع، وصار يتردد إلى الكمال إمام الكاملية ويقرأ عليه أحيانا، فاختص بصحبته ولزم خدمة خوند الكبرى وابن أخيها العلاء بن خاص بك وابنته، فلما آل الأمر إلى الأشرف قايتباى، وصارت ابنة العلاء زوجته