للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العالية، بيتهم بيت مجد من قديم الزمان، ومناقبهم غنية عن البيان. كان الحاج مصطفى هذا من أصحاب الهمة والمروءة من الرجال المعدودين يرجع إليه فى حل المعضلات من القضايا، وكان سكنه بجهة الفحامين، وكان بيته دائما مفتوحا لكثرة الواردين عليه، والمترددين إليه، وكان محبا لفعل الخير، ويميل لأهل العلم والصلاح، ويعظمهم، ويقضى حوائجهم، ويرأف بالفقراء والمساكين، ويتصدق عليهم. اقتنى كثيرا من الأموال والأملاك، ووقف أوقافا جمّة، خصّ أغلبها بجهات البر والإحسان-رحمه الله تعالى-ثم اشتهر من بعده ولده الحاج محمد الهجين، وصار من التجار المعتبرين، وفتح بيت أبيه، وأجرى مرتباته الخيرية، وصدقاته السرية، واستمر مبجلا إلى أن مات رحمه الله تعالى.

[ترجمة الأمير حسين بيك الهجين]

ثم من بعده اشتهر ولده الأمير حسن بيك الهجين، وصار من المعتبرين أصحاب الثروة مثل جده، بل زادت شهرته، وكثرت ثروته زيادة عن جده، واقتنى الكثير من الأموال والأطيان والأملاك، وترددت عليه الأمراء والأعيان، وعرفته الحكومة، وصار من أعضاء المجالس التجارية، وأنعم عليه الخديو إسماعيل باشا برتبة ميرالاى، واشترى البيت الكبير الذى بغيط العدة، وانتقل إليه من بيته الكائن بالفحامين، وبقى ساكنا به إلى أن توفى بعد سنة ثمانين ومائتين وألف-.

وقبل وفاته وقف جميع أطيانه وأملاكه على ذريته، وجعل القيم على ذلك أكبر أولاده الأمير مصطفى بيك المذكور. وقد اشتهر أيضا-مثل أبيه-واجتهد فى إصلاح ما يخصه، ويعنيه، وعرفته الأمراء والأعيان، وترددت عليه، وانتدب فى الحكومة مثل أبيه، وأنعم عليه الخديو توفيق باشا برتبة الميرالاى، لما رآه فيه من الأهلية واللياقة، ثم برتبة المتمايز وهو إنسان لا بأس به.

[حارة ابن دقيق العيد]

ثم تجد بعد عطفة المغاربة حارة ابن دقيق العيد؛ بأولها منزل على أفندى البطراوى، ابن المرحوم أحمد أفندى البطراوى ابن الحاج على البطراوى صاحب الشهرة الكبيرة، وريس طائفة العطارين فى زمن العزيز محمد على.