للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ سليمان البجيرمى]

فقد ذكر الجبرتى (١) فى حوادث سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، أن منها الفقيه المحدث خاتمة المحققين، وعمدة المدققين .. الشيخ سليمان بن محمد بن عمر البجيرمى الشافعى الأزهرى، ينتهى نسبه إلى الشيخ جمعه الزبيدى، نسبة إلى زبيد قرية بالقرب من منية ابن خصيب، وينتهى نسب الشيخ جمعه المذكور إلى سيدى محمد بن الحنفية .

ولد المترجم ببيجيرم سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، وحضر إلى مصر صغيرا دون البلوغ، ورباه قريبه الشيخ محمد البيجيرمى ولازمه حتى تأهل للعلم، فحضر على الشيخ العشماى، وحضر دروس الشيخ الحفنى، وأجازه الملوى، والجوهرى، والمدابغى، وأخذ عن الديربى وغيره.

وحضر أيضا على الشيخ الصعيدى والسيد البليدى، وشارك كثيرا من الأشياخ كالشيخ عطية الأجهورى.

وكان إنسانا حسنا جميل الأخلاق، مجتنبا مخالطة الناس، مقبلا على شأنه. وقد انتفع به أناس كثيرون، وكف بصره فى آخر عمره، وعمّر وتجاوز المائة.

ومن تآليفه المشهورة بأيدى الطلبة: حاشية على المنهج، وحاشية على الخطيب، وغير ذلك. وقبل وفاته سافر إلى مصطيه قرية بالقرب من بجيرم فتوفى بها ليلة الإثنين وقت السحر، ثالث عشر رمضان من السنة المذكورة، ودفن هناك عليه رحمة الله تعالى.


(١) عجائب الآثار فى التراجم والأخبار، المشهور بتاريخ الجبرتى، تأليف عبد الرحمن الجبرتى، طبعة القاهرة سنة ١٣٢٢ هـ. ج ٢، ص ٢٥.