للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ترجمة الشيخ محيى الدين عبد القادر الدشطوطى]]

وإلى هذه القرية، كما فى ابن إياس (١)، ينسب القطب العارف بالله تعالى الورع الناسك بقية السلف من الأولياء الشيخ محيى الدين عبد القادر ابن الشيخ الصالح العارف بالله تعالى بدر الدين، المدعو بشرف الدين موسى الدشطوطى. وكان الشيخ عبد القادر شافعى المذهب، وكان مكشوف الرأس واعيا، ودائما لا يحلق رأسه، ويلبس جبة خشنة، وكان سياحا لا يتخذ زوجة ولا ولدا، ويتغذى بالقراقيش والزعتر، ولا يأكل الطعام إلا قليلا، وكان مهيبا معظما عند الملوك وأعيان الناس ورسالته عندهم لا ترد، وحصل له انكفاف فى عينيه آخر عمره، واستمر كذلك حتى مات.

وكان محببا للناس وتأتى إليه النذور من عند الأكابر فينشئ بها جوامع ومساجد. وارتجت القاهرة لوفاته، ونزل لجنازته ملك الأمراء العثمانية والأمير قايتباى الدوادار والقضاة الأربعة وأعيان الناس، وخرجت جنازته من بيت المعلم حسن الصياد المهندس خارج باب الشعرية، ورفعت له الأعلام على جنازته، وحضر أطفال المكاتب وعلى رؤوسهم المصاحف، ومشوا حول جنازته، واستمر حتى وصل إلى مدرسته التى أنشأها تجاه سيدى يحيى البارنجى فدفن بها، وذلك فى تاسع شعبان سنة أربع وعشرين وتسعمائة، وله من العمر نحو ثمان وثمانين سنة، رحمه الله تعالى. (ا. هـ).

وفى ابن إياس أيضا فى حوادث سنة أربع وتسعين وثمانمائة فى شهر المحرم وقعت نادرة غريبة وهى (٢):

أن شخصا يقال له عبد القادر بن الرماح، وكان له خصاصة بالسلطان، فقال:

إن الشيخ عبد القادر الدشطوطى، ، رجل من عباد الله الصالحين،


(١) بدائع الزهور فى وقائع الدهور ط ٣، لابن أياس، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مركز تحقيق التراث،١٩٨٤. ج ٥، ص ٢٦٧ - ٢٦٨.
(٢) بدائع الزهور، المرجع السابق، ج ٣، ص ٢٥٩.