عشر شوال من السنة المذكورة، وكان المباشر على عمارته عثمان جلبى شيخ طائفة العقادين الرومى، انتهى.
ولهذا الجامع ثلاثة أبواب: أكبرها الباب الذى بشارع العقادين يصعد إليه بدرج، والآخران بحارة خشقدم وعلى مقصورته درابزين من خشب به بابان وبه عمد عظيمة ومنبر من خشب نقى، وله منارة وبصحنه صهريج وله حنفية ومطهرة وبئر، وبه خزانة كتب نافعة بها نسخة معتمدة من صحيح البخارى، وله أوقاف جارية عليه كانت تحت نظر الشيخ أحمد البشارى وشعائره مقامة فى غاية، والمصلون به كثيرون ويعقد به درس فى غالب الأوقات ويصعد إليه بسلالم وتحته حوانيت.
[جامع الفخر]
فى خطط المقريزى: أن من هذا الأسم ثلاثة جوامع: ببولاق القاهرة، وبالروضة تجاه مدينة مصر، وبجزيرة الفيل ما بين بولاق ومنية السيرج.
أما جامع بولاق فهو موجود تقام فيه الجمعة وكان موضعه يعرف بخط خص الكيالة، وهو مكان كان يؤخذ فيه مكس الغلال. وجامع الروضة باق أيضا تقام فيه الجمعة.
وأما جامع جزيرة الفيل فقد خرب بعد سنة تسع وسبعمائة وموضعه بجوار دار تشرف على النيل تعرف بدار شهاب الدين بن قطينة بقرب الدار الحجازية.
[ترجمة الفخر]
والفخر هذا هو محمد بن فضل الله القاضى فخر الدين ناظر الجيش المعروف بالفخر.
كان نصرانيا متألها ثم أكره على الإسلام فامتنع وهم بقتل نفسه وتغيب أياما، ثم أسلم وحسن إسلامه وأبعد النصارى وحج غير مرة وتصدق فى آخر عمره فى كل شهر بثلاثة آلاف درهم نقرة، وبنى عدة مساجد بديار مصر وأنشأ عدة أحواض للسبيل فى الطرقات، وبنى مارستانا بمدينة الرملة وآخر بمدينة بلبيس.
وكان حنفى المذهب وزار القدس مرارا. وكان إذا خدمه أحد مرة صار صاحبه طول عمره، وكان يسعى فى حوائج الناس مع عصبية شديدة لأصحابه مع وجاهته عند