للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسماعيل بيك ابن ايواظ، وكانت الرياسة له وقتئذ، وكان محمد بيك يكرهه ويحقد عليه باطنا هو ومماليك أبيه، خصوصا محمد بيك جركس، وجرت بينهم أمور كثيرة ذكرها الجبرتى فى ترجمة محمد بيك جركس المتوفى سنة أربعين ومائة وألف، آل الأمر فيها إلى قتل محمد بيك أبى شنب بعد أن صار دفتدارا، وصار أميرا كبيرا يشار إليه ويرجع إليه فى جميع الأمور، وتقلد قائمقام بعد عزل محمد باشا النشفجى، وعمل الديوان ببيته، وصار كأنه السلطان، وكان على نسق مملوك أبيه محمد بيك جركس فى العسف وسوء التدبير، وبقى كذلك إلى أن أخذه الله بسوء فعله، ولله عاقبة الأمور. (انتهى ملخصا).

[تتمة]

هذا الشارع هو الذى سماه المقريزى بالجسر الأعظم حيث قال: هذا الجسر فى زمننا قد صار شارعا مسلوكا يمشى فيه من الكبش إلى قناطر السباع، وأصله جسر يفصل بين بركة قارون وبركة الفيل، وبينهما سرب يدخل منه الماء، وعليه أحجار يراها من يمر هناك.

ثم قال: وبلغنى أنه كان هناك قنطرة مرتفعة فلما أنشأ الملك الناصر محمد بن قلاوون الميدان السلطانى عند موردة البلاط أمر بهدم القنطرة فهدمت، ولم يكن إذ ذاك على بركة الفيل من جهة الجسر الأعظم مبان، وإنما كانت ظاهرة يراها المارّ، ثم أمر السلطان بعمل حائط قصير بطولها، فأقيم الحائط وصفر بالطين الأصفر، ثم حدثت الدور هناك. (انتهى).

(قلت): وفى وقتنا هذا أرض البركة المجاورة لهذا الشارع أغلبها مزارع وبساتين مملوكة لبعض الأمراء؛ منها بستان خلف بيت إبراهيم أفندى جركس جار فى ملكه إلى الآن، ومنها أرض جارية فى ملك حسين باشا فهمى الشهير بالمعمار - وكيل ديوان الأوقاف الآن تمتد إلى حائط الحوض المرصود، وباقى ذلك يمتد إلى بركة الفيل.

وفى زمن العزيز محمد على باشا أراد أن يفتح شارع يمر بتلك الأراضى يكون أوله من شارع درب الجماميز بقرب سبيل الحبانية، ويتلاقى بشارع مرسينا من عند باب عطفة حوش أيوب بيك، ويمتد إلى جهة الخلاء، فلو أراد الله وتم ذلك لحصل به النفع العظيم، بسبب ما يترتب عليه من العمارية، وتجديد الهواء، وسهولة المسالك، وغير ذلك من المنافع العمومية.

والآن لو فتح شارع وكان أوله من عند بيت الأمير رستم باشا أو بالقرب منه، وامتد إلى شارع مرسينا، ومر بأرض البركة التابعة لسراى الحلمية، وعمل بالبركة ميدان، وفتح منه جملة حارات، واتصل شارع الحلمية بشارع درب الجماميز لحصل من ذلك فوائد جمة لسكان تلك الجهات، من تخليص الهواء، وسهولة المسالك، وارتفاع قيمة أراضى تلك الجهات،