وفى تاريخ ابن خلكان فى حرف الثاء أن أبا الفيض ثوبان بن إبراهيم وقيل الفيض بن إبراهيم المصرى المعروف بذى النون الصالح المشهور، أحد رجال الطريقة كان من هذه المدينة.
قال: وكان أوحد وقته علما وورعا وحالا وأدبا، وهو معدود فى جملة من روى الموطأ عن الإمام مالك ﵁.
وذكر ابن يونس عنه فى تاريخه: أنه كان حكيما فصيحا وكان أبوه نوبيا وقيل: من أهل إخميم مولى لقريش، وسئل عن سبب توبته، فقال: خرجت من مصر إلى بعض القرى فمت فى الطريق فى بعض الصحارى ففتحت عينى، فإذا أنا بقنبرة عمياء سفطت من وكرها على الأرض، فانشقت الأرض فخرج منها سكرجتان، إحداهما ذهب والأخرى فضة، وفى إحداهما سمسم وفى الأخرى ماء فجعلت تأكل من هذا وتشرب من هذا فقلت:
حسبى قد تبت ولزمت الباب إلى أن قبلنى.
وكان قد سعوا به إلى المتوكل فاستحضره من مصر فلما دخل عليه وعظه فبكى المتوكل ورده مكرما، وكان المتوكل إذا ذكر أهل الورع بين يديه يبكى ويقول: إذا ذكر أهل الورع فحيهلا بذى النون، وكان رجلا نحيفا تعلوه حمرة ليس بأبيض اللحية وشيخه فى الطريقة شقران العابد.