وممن عرف من الرئيسات القديسات بهذا الدير القديسة أفروسنية المشهورة لدى أمتها بالقداسة والنسك وفعل البر، وهذا الدير والكنيسة فى دائرة واحدة والناظر عليهما جناب الوجيه الخواجة إبراهيم مليكه الوهابى ذو الهمة والمروءة، ولكون الدير المذكور قد اختل بناؤه من مدة أعوام سعت الرئيسة الأم مريم من منذ تسع سنوات فى بنائه وتوسيعه بإدخال بعض أماكن فيه، ولحصول العوارض المانعة لاتمام مرغوبها وقفت العمارة حتى ازداد الخلل، وبعناية البطريرك ومساعدة الناظر المتقدم ذكره ومساعى الرئيسة زالت الموانع وتعينت الأماكن اللازم إدخالها، وبعد صدور تصريحات الحكومة السنية بالبناء حسب الرسم المقصود قام جناب الناظر وباشر بنفسه نقض وعمارة الدير وأدخل فيه ما لزم إدخاله من أماكن الدير تحت ملاحظة حضرة البطريرك، وفى هذا العام أعنى سنة ١٥٩٧ للشهداء صار الابتداء فى البناء الجديد وانتهى معظم/بناء الدور الأرضى وشرع فى بناء الدور العلوى واستتمام العمارة بمباشرة الناظر المذكور بنفسه ومساعدة البطريرك وأولى البر من المسيحيين.
وفى شهر أمشير من هذا العام تم بناء الطبقة العليا بكمالها وعمر بأعلاها أيضا جملة أود مخصوصة بالراهبات والهمة جارية فى استتمام العمارة.
[كنيسة حارة الروم السفلى]
قد شهد دلال البطاركة أن فى عهد البطريرك اخرسطادولو (أعنى عبد المسيح) وهو السادس والستون المتولى البطريركية سنة ٧٦٣ للشهداء جعلت كنيسة أبى السيفين بمصر وكنيسة السيدة بحارة الروم بطريركية أى من الكنائس المخصوصة بشخص البطريرك دون أسقف مصر وقتها، وقد ذكر ذلك أيضا الشيخ المقريزى فى ذكره البطاركة وذكر أبو المكارم فى كتابه: أنه كان بهذه الحارة إلى وقته عدة كنائس للأقباط منها كنيسة السيدة مريم، وكانت القداسات قد تعطلت فى عهد الخلافة الحاكمية وكان الأسقف يصلى فى داره بتلك الحارة إلى أن منّ الله بفتح البيع فعمرت هذه البيعة سنة ٧٧٢ للشهداء، وكان لها رزقة بأرض المطرية بتوقيع المستنصر بالله أمير المؤمنين، وفى سنة ٨٠٢ جدّد بياضها وتصويرها القس الرشيد أبو زكرى قسيسها، ثم أن أبا الخير المعروف بسيبويه الكاتب كلف أنبلا من الرخام تناهى فى صناعته