هذه الزاوية بشارع البغّالة من الحسينية. تجاه الدور المطلة على بركة جناق على يسرة المار على باب حارة درب عجور إلى الخليج، بها ضريح الشيخ العصيّاتى بضم العين وفتح الصاد المهملتين وشد المثناة التحتية، وفى آخره مثناة فوقية وياء نسبة، وبها ضريح يقال له ضريح الشيخ خضر.
[ترجمة الشيخ خضر]
والظاهر أنه الشيخ خضر العدوى، وأنها هى الزاوية المسماة فى خطط المقريزى بزاوية الشيخ خضر؛ فقد قال: هذه الزاوية خارج باب الفتوح من القاهرة بخط زقاق الكحل، تشرف على الخليج الكبير عرفت بالشيخ خضر بن أبى بكر بن موسى المهرانى العدوى شيخ السلطان الملك الظاهر بيبرس، كان أوّلا قد انقطع بجبل المزة خارج دمشق، ثم اعتقده الظاهر وقربه وبنى له زاوية بجبل المزة وزاوية بظاهر بعلبك وبحماة وبحمص. وهذه الزاوية التى خارج القاهرة، ووقف عليها أحكارا تغل فى السنة نحو الثلاثين ألف درهم وأنزله بها، وصار ينزل إليه فى الأسبوع ويطلعه على غوامض أسراره ويستشيره ويأخذه فى أسفاره وصرفه فى مملكته؛ فهدم عدة كنائس للنصارى واليهود بدمشق وغيرها، ويحمل بعضها مساجد فاتقى جانبه الخاص والعام.
وكان يكتب إلى صاحب حماة وغيره ما مثاله: الشيخ خضر نيّاك الحمارة وكان مربّع القامة كثّ اللحية يتعمم عسراويا، وفى لسانه عجمة مع سعة صدر وكرم شمائل، ومن الناس من يثبت صلاحه ومنهم من يرميه بالعظائم، وما برح على حاله إلى سنة إحدى وسبعين وستمائة؛ فقبض عليه واعتقل بقلعة الجبل، ورتب له ما يكفيه من مأكول وفاكهة وحلواء إلى أن مات فى محبسه سنة ست وسبعين وستمائة؛ فحمله أهله إلى زاويته هذه ودفنوه فيها، وهى باقية إلى اليوم اه باختصار.