ولتلك القبة شباك يشرف على ضريح السيدة نفيسة، ويقابله من الجهة الغربية شباك آخر مشرف على قبور من قبور الفاطميين. وفى تجاه قبة العباسيين بجوار التخشيبة التى بها قبور شحاتة أفندى باشكاتب الدفترخانة، قبر عليه كتابة كوفية لم تمكنى من قراءتها، يقال إنه قبر إسحق الأنصارى، قاضى الخلفاء العباسيين. وأما القبة المذكورة، فهى داخل حوش كبير، يحيط به سور مبنى بالطوب، يظهر أن بناءه قديم، وتجد عند باب الدخول لهذا الحوش بعض عقود مبنية بالطوب أيضا، ومحلات متهدمة، يظهر من هيئتها أنها كانت فى الأزمان السالفة أشبه بتكية، وربما كانت الخلفاء تنزل بها فى بعض الأحيان.
(قلت): وأما باب السيدة الشرقى فالداخل فى طرقته يجد عن يمينه بابا يتوصل منه إلى مقبرة بها عدة قبور، وفى زاويتها القبلية الشرقية قبة صغيرة ينزل إليها بدرج، فيها قبر السيد الشريف محمد بن جعفر الحسينى - المتقدم الذكر - وعلى دائرته كتابة كوفية، وهذا القبر مشهور بين العامة بأنه قبر سيدى محمد موفى الدين، يقصد بالزيارة من الأقاليم المصرية وغيرها، وللناس فيه اعتقاد كبير.
وذكر صاحب «مصباح الدياجى» أن هناك مقابل المئذنة قبر الشيخ الصالح القاضى أبى بصرة الغفارى، وهو تحت المحراب والمجرى منحدرين عليه، وتاريخه على رخامة. (اه).
(قلت): وهو موجود داخل قبة بقرب باب السيدة الغربى، ومعروف الآن بقبر الشيخ الصالح.
[حارة السيدة نفيسة]
وبجوار بوابة الخلاء حارة تعرف بحارة السيدة نفيسة، يسلك المارّ فيها إلى ضريح الست جوهرة المارّ الذكر، وإلى جبّانة السيدة نفيسة ﵂.
[ترجمة محمد العليمى المجذوب]
ودفن فى هذه الجبانة الشيخ محمد العليمى المجذوب الذى قتل بالرميلة، وله حكاية غريبة، وهى - كما فى ابن إياس - أن هذا الرجل أصله من قرية الأعلام بولاية الفيوم، حضر إلى مصر فى آخر جمادى الأولى سنة عشر ومائة وألف، ووقف بالرميلة بظاهر القهوة التى تجاه سبيل المؤمنين، واستمر واقفا على إحدى رجليه ليلا ونهارا مع مواظبته على الصلوات الخمس فى أوقاتها، فتسامعت به الناس، وهرعوا إليه من كل جهة، بحيث ملئت الرميلة وطرقها من كثرة الخلق الوافدين إليه رجالا ونساء، أعيانا وغير أعيان، وكادت أن تحصل المفاسد بسبب الاجتماع عليه، فمكث بعض أيام واقفا على رجله، ثم حفر لنفسه حفرة فى المحل