وتكلم كثير، من المؤلفين على أبعاد هذه المدينة، فجعل (استرابون) عرضها ما بين سبع أستادات وثمانية، وجعله (فلوبوس) و (يوسف) و (فيلون) عشر أستادات، واتفق الجميع على أن طولها ٣٠ أستادة، وقال (كانتكورس): إن المعمار (دينكرات) جعل محيطها ١٨٠ أستادة، وجعله (أثنين البيزانتى) ١١٠ أستادة، العرض ٨ أستادات، والطول ٣٤ أستادة.
وقد استنبط العالم المذكور من ذلك أن الأستادة الرومية ١٤٧،٩٥ مترا، والميل الرومانى ١٤٧،٩٥، وأن الأستادة المستعملة فى أبعاد المدينة هى الأستادة الرومانية، وقدرها بالمتر ١٦٥ مترا بأدلة واستنباطات أوردها.
وفيما قاله نظر يحتاج بيانه، لا يراد ما يخرجنا عن الغرض، وسنذكر لك إن شاء الله- فيما بعد-تحقيق هذا المقام.
ولعل سبب هذا الاختلاف الواقع بين المؤلفين، نشأ من تكلمهم عليها فى أوقات مختلفة، أورد كل منهم قياسها فى زمنه، أو أن ما اعتبره أحدهم لأطول بعد لم يعتبره غيره، وهكذا العرض.
وعلى كل حال، فأقوالهم جميعا تفيد: أن المدينة كانت أكبر جدا من مدينة العرب، وكانت التلول الموجودة قريبا من السور-بعد الاستحكامات-من ضمن هذه المدينة.
وفى خطط الفرنساوية، أنه عملت مقارنة بين مساحة إسكندرية فى الزمن القديم- حال سعدها، وبين مساحة مدن أوروبا-فى ذلك الوقت-فوجد أن: مساحة باريس ٥٩٨٠٥٧٠ تواز مربع، لوندره ٤٢٦٤٠٠٠، برلين ٣٤٧٩٨٦٠، ونينة ٣١٧١٨٥٠، روما ١٩٢٦٢٣٠، ومساحة مدينة الإسكندرية-بناء على قول (كانتكورس) من أن محيطها