للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(دنوشر)]

بلدة من اقليم الغربية كانت تسمى فى زمن القبط بتانوشر، وفى كتب القبط أيضا أنها كانت تابعة لأسقفية سخا، وأنه كان بها كنيسة قديمة تحت رعاية مارى بطليموس الشهيد، وهى الآن من مديرية الغربية بقسم المحلة الكبرى فى شرقى ناحية السجاعية بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة متر، وغربى المحلة الكبرى بنحو خمسة آلاف وخمسمائة متر. وبها جامعان أحدهما بمنارة، ونخيل قليل ومعمل دجاج.

وفيها نساجون لثياب الصوف.

[[ترجمة الشيخ عبد الله الدنوشرى]]

وإليها ينسب، كما فى خلاصة الأثر للمولى محمد المحبى (١)، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن على بن محمد الدنوشرى الشافعى، خليفة الحكم بمصر، أحد فضلاء الزمان الذين بلغوا الغاية فى التحقيق والإجادة، وضربوا فى الفنون بالقدح المعلى، وكان لغويا نحويا حسن التقرير باهر التحرير.

ولد بمصر وبها نشأ، وأخذ عن الشمس الرملى، والشهاب بن قاسم العبادى، والشمس محمد العلقمى وغيرهم. وتصدر بالجامع الأزهر وانتفع به أجلاء منهم:

الشمس البابلى، والنور الشبراملسى وغيرهما. وألف تآليف كثيرة فى النحو منها؛ حاشية على شرح التوضيح للشيخ خالد، وله رسائل وتعليقات، ورحل إلى الروم وأقام بها مدة ثم عاد إلى القاهرة ورأس بها، وبلغت شهرته حد التواتر، وكان ينظم الشعر، وأكثر شعره مقصور على مسائل نحوية، فمن ذلك جوابه عن هذين البيتين:

أفدنى يا نحوى ما اسم غدت به … موانع صرف خمسة قد تجمعت

فإن زال منها واحد فأصرفنه … أجبنى جوابا يا أخى نقله ثبت/

وجوابه هو هذا:

نظمت نظاما مبدعا فى اتساقه … سؤالا عظيما كاللآلى تنظمت

وقد غصت فى بحر من النحو زاخر … فصغت جوابا ناره قط ما خبت


(١) خلاصة الأثر المرجع السابق ج ٣، ص ٥٣