(التبين) بفتح المثناة الفوقية وتشديد الموحدة فياء تحتية فنون قرية من مديرية الجيزة بقسم شرق اطفيح بقرب الجبل بين الشاطئ الشرقى للبحر الأعظم وترعة الخشاب فى شمال منية الباسل بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة متر، وفى جنوب ناحية حلوان بنحو ستة آلاف وخمسمائة متر.
وهى عبارة عن كفرين بينهما نحو مائة وثلاثين مترا، وأبنيتها من أطواف الطّين ودبش الأحجار الصغيرة واللّبن والآجر وأكثرها على دور واحد، وفيها نخيل ومسجدان وأكثر أهلها مسلمون، وتكسبهم من بيع الجبس الذى يجلبونه من الجبل ومن زرع الحبوب والذرة الشامى.
ومن حوادثها أن ياسين بيك أحد أمراء المماليك العصاة نزلها ونهبها وفعل فيها الأفاعيل، وكذا فعل بما جاورها من القرى وذلك فى شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين بعد المائتين والألف.
وحاصل ذلك كما فى الجبرتى أن ياسين بيك كان قد حضر إلى مصر بعد صلح العزيز محمد على باشا مع الأمراء وقابل الباشا فخلع عليه، ودفع له أربعمائة كيس كان قد التزمها له الباشا فى الصلح، وأنعم عليه بإنعامات وأمره أن يسافر إلى الإسكندرية لحرب الإنكليز فطلب مطالب كثيرة له ولأتباعه، وأخذ لهم الكساوى وجميع ما كان عند جبحتجى باشا من الأقمشة والخيام والجبخانة ولوازم السفر مثل القرب وروايا الماء وقلّده كشوفية الشرقية ثم خرج بعرضيه وخيامه إلى ناحية الحلى ببولاق، فانضم إليه الكثير من العسكر وكل من ذهب إليه يكتبه فى عسكره فاجتمع عليه كل عاص وذاعر ومخالف، وعاق فداخله الغرور وصرح بالخلاف وتطلعت نفسه للرياسة وأعرض عن أوامر الباشا وانتشرت أوباشه يعثون فى النواحى، وبث أكابر جنده فى القرى لجمع الأموال والمغارم، ومن خالفهم نهبوا قريته وأحرقوها وأسروا أهلها فأخذ الباشا فى التدبير عليه واستمال كثيرا من عساكره، وفى ليلة الأربعاء تاسع