حرسا من البشناق فتناسلوا فيها، وفى وقعة قتل المماليك بمصر سنة ألف وثمانمائة وإحدى عشرة ميلادية، فرّ إليها بعضهم، وأقام بقلعتها حتى طردهم عنها سر عسكر المرحوم إبراهيم باشا نجل العزيز، فرحلوا إلى الدرّ، وقد قرئ على آثار معبدها، اسم الملك (طهراقا) أو (طرهاقا) كان قبل المسيح بستمائة وست وثمانين سنة، وهناك مغارات بالجبل، قرئ عليها اسم رمسيس الثانى من العائلة الثامنة عشرة، وفى مقابلة القرية بالجانب الثانى قرية (أنبيا) بها قبر من زمن العائلة العشرين.
وعلى مسيرة ثمانية عشر ألف متر من إبريم تكون قرية (بستان) وعندها فى النهر صخور تعطل سير السفن، ثم على أربعة وخمسين ألف متر تكون قرية (أبى سنبل) وقد مر الكلام عليها فى حرف الألف، وبعدها قرية (فرايج) فى البر الآخر، ثم على نحو ثلاثة عشر ألف متر قرية (فرّاس) بها آثار نقر فى الحجر ليس لها أهمية، ثم على مسيرة تسعة آلاف متر تكون قرية (سرا) على الجانب الشرقى، ثم بعدها بأربعين ألف متر تكون قرية وادى حلفا. انتهى.
مطلب فى الكلام على طريق وادى حلفا
إلى السودان
وأما الطريق من وادى حلفا إلى السودان، فقد كتب بعض ثقات رجال الهندسة رحلة بين فيها الطريق من حلفا إلى دارفور، وكان قد تعين بأمر الخديوى إسماعيل باشا مع عدة من المهندسين أولاد العرب والإفرنج، ومن يلزم من الأطباء والعساكر لاستكشاف الطريق الأقرب إلى تلك الجهة لإجراء ما يلزم فيها من العمائر والمحطات، وكان ذلك فى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، ولنورد ذلك ملخصا فنقول: قال ذلك المهندس: إنه يخرج من وادى حلفا طريقان يوصلان إلى دنقلة الأردى، ثم إلى دنقلة العجوز، ومنها إلى دارفور إحدى الطريقين فى البر الشرقى، والأخرى فى البر الغربى، فالتى فى