ولد السيد المنسى المذكور ببلبيس/ونشأ بها هو ووالده وعائلتهم جميعا، وأخذ طريق الخلوتية عن الولى الكامل شيخ الإسلام، والجامع الأزهر، العارف بالله تعالى الشيخ عبد الله الشرقاوى بسنده فى هذا الطريق إلى السيد الحفنى ﵃ جميعا، فتربى فى حجر شيخه الشيخ الشرقاوى ورعايته، حتى بلغ من الكمال منتهاه، وأذنه بالتلقين وتربية المريدين، فأقام ببلده يرشد الخلق ويقضى حوائج العباد، ساعيا فى مرضاة الله تعالى وكان ذا همة عالية وهيبة تامة، تهابه الحكام وتقضى حوائجه جميعها، يدون أن يختلط بهم وأن يكون لهم عنده منزلة فكان لا يألف إلا الفقراء ولا يعتنى إلا المساكين، ويقضى حاجة المضطر كائنة ما كانت، وبالغة ما بلغت ولو عند أشدّ الحكام، وكانت كراماته شهيرة جدا لا ينكرها أحد من أهل عصره، خصوصا من كان كثير الاجتماع به والملازمة له من المطلعين على أحواله.
توفى، رحمه الله تعالى، فى ربيع الآخر سنة سبع وسبعين ومائتين وألف هجرية، ودفن بالجامع الكبير-فإنه كان بإزاء بيته-وكان ﵁ ناظرا فى مصالحه قائما بشعائره وجميع ما يلزم لعمارته لله تعالى، فإنه كان قد انقطع إيراده ولم يكن له إيراد يصرف عليه منه حتى لاحظ الشيخ ﵀، ولم يزل عامرا إلى الآن بنظر أولاد الشيخ وأتباعه، وهو أعمر مساجد البلد، وعليه من النور والجلال ما يبهر العقل ولا ينكره أحد، سيما بعد أن دفن فيه الشيخ ﵀ رحمة واسعة.
والثانى: جامع السادات، وهو جامع المأمون.
والثالث، جامع السويقة، وهو جامع الناصر، ولكل منهما منارة.
والرابع: جامع المقرقع، وله أوقاف يصرف عليه منها، من حوانيت ودور وغيره، وهو الآن معطل الشعائر خراب.