حتى قتل وقطعت رجلاه، وبعد أن قطعت رجلاه أخذ عظم رجله فضرب به رجلا فقتله، وعظم رجله الآخر فضرب به رجلا فقتله. وعلى قبره عمارة.
قال وقد قلنا من النظام فى ذلك المقام:
سقى الله وادى النيل فيه فسبحوا … وحفرات ماء جوفهنّ فسيح
ويا حبذا بلبيس والنخل راكع … صفوفا بها ابان أقبل ريح
كقامات غيد رافعات كفوفها … لنحو السما والطل ثم يسيح
زمان الشتا حيث البخار كأنه … دخان به فاحت مهامه فيح
إذا سار فيه القوم غشى ركابهم … وتمحقه شمس الضحى فتريح
وتلك التلال الغرّ بين مياهه … وغدرانه عنها البلال تزيح
فتمشى بها الأقدام فوق صراطها … إلى حيث شاءت والغرام صحيح
بلاد بها مصر الشريفة قد زهت … على ما سواها والمقال صحيح
غلال زجنات من النخل زخرفت … بكل قوام ماس وهو رجيح
(قلت): وهذا المشهد مشهور يقصده الناس للزيارة والتبرك به.
وهذه المدينة إلى الآن عامرة وبها سوق فيه حوانيت كثيرة مشتملة على أصناف من البضائع والحرف، وبها جملة معاصر لزيت الشبرنج، وأغلب مبانيها بالطوب الأحمر، وفيها أربعة مساجد جامعة. أحدها جامع السلطان العزيز، ويقال له الجامع الكبير، وبه منارة مرتفعة.
وبه مقام العارف بالله تعالى ذى الكرمات الباهرة والنفحات الظاهرة، السيد مصطفى المنسى السعدونى، نسبة إلى سيدى سعدون السطوحى، المدفون بمشهده الشهير خارج بلبيس فى البر الشرقى للترعة الحلوة الإسماعيلية، مع سعدون الجنزى وغيره كما تقدم، وإلى سعدون السطوحى ينسب هذا المشهد.