هذا المسجد بسفح الجبل المقطم شرقى مسجد الإمام الشافعى وسيدى عقبة ﵄، كان أصله زاوية تعرف بزاوية السادات أهل الوفاء فجددها مسجدا على ما هى عليه الآن الوزير عزت محمد باشا بأمر كريم من السلطان عبد الحميد فى سنة إحدى وتسعين ومائة وألف؛ ففى كتاب وقفية هذا الجامع: أنه لما ورد الخط الشريف السلطانى من حضرة سيدنا ومولانا السلطان المغازى عبد الحميد خطابا لحضرة سيدنا ومولانا الوزير عزت محمد باشا محافظ مصر المحمية بأن يخرج القدر الآتى ذكره من مال الخزينة العامرة برسم عمارة الزاوية الشريفة كعبة الأسرار القدسية بسفح الجبل المقطم، المعروف بغراس أهل الجنة المعروفة بزاوية السادات أهل الوفاء، المشمولة بنظر سيد السادات مولانا السيد الشيخ محمد أبى الأنوار بن وفا بموجب التمسكات الشرعية المخلدة بيده، وقابل ذلك الوزير الأمر بالسمع والطاعة وفوض أمر العمارة والصرف عليها للناظر المشار إليه، وأبرز فرمانه الشريف لطرف الروزنامجة لإخراج القدر المعين بالخط الشريف الخاقانى ليصرفه الناظر فيما هو مأمور به؛ فعند ذلك شرع الأستاذ المشار إليه فيما هو مفوض إليه وأزال كامل ما بالزاوية وما هو تبع لها من الأود والخلاوى والمساكن والمنافع وغير ذلك من الأبنية القديمة، وأحضر المؤن والآلات المحكمة والرجال القادرين على العمل، وأنشأ محل ذلك بناء جديد يشتمل على واجهة بحرية مبنية بالحجر الفص النحيت الأحمر بها باب مقنطر مدائنى بجلستين يمنة ويسرة يعلوه سكفة من الرخام المرمر الأبيض مكتوب عليها أبيات، وتجاه هذا الباب من الخارج سلم ثلاث درج مبنى بالحجر الفص النحيت ومصطبة برسم الركوب، ويدخل من هذا الباب إلى فسحة كبيرة مستطيلة مفروشة بالحجر النحيت مبنى دائر جهاتها بالحجر النحيت الأحمر بها تجاه الداخل باب المسجد، وهو باب مقنطر مبنى بالرخام المرمر الأبيض ملمع بالذهب الأحمر يعلوه سكفة من الرخام المرمر الأبيض مكتوب على عارضته علو السكفة المذكورة بالذهب الأحمر: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿(وَقالُوا﴾