للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإفرنج، ثم رتب المهندسخانة لتعليم العلوم الرياضية، ومدرسة البحرية، ومدرسة الزراعة، وأخرى لتعليم الألسن الأجنبية، ومدرسة لتعليم الصنائع والحرف، ومدرسة للموسيقى. هذا فضلا عن المدارس العسكرية وهى: مدرسة للطوبجية، ومدرسة للخيالة، ومدرسة للبيادة.

هذا فضلا عن المكاتب التى نظمها بالقاهرة والإسكندرية ومدن الأقاليم المصرية.

وقد بلغ عدد الشبان الذين كانوا يتلقون العلوم والصنائع فى وقته تسعة آلاف.

[[الإرسالات العلمية الى الدول الأجنبية]]

ولم يكتف بذلك، بل جعل يرسل إلى البلاد الأجنبية الإرسالات المتوالية من أذكياء الشبان للتبحر فى المعارف، وجعل لكل فن من العلوم طائفة منهم. وبلغ عدد المرسلين إلى فرانسا أربعة وأربعين تلميذا لحقهم غيرهم. وفى سنة ثمانية وأربعين بلغ عددهم ستين تلميذا وإلى سنة ألف ومائتين وثمان وخمسين كانت جملة المرسلين مائة وأربعة عشر تلميذا، وقد نجح منهم الكثير، وحصل النفع بهم فى مصالح البلاد.

وفى سنة ستين ومائتين وألف أرسل أنجاله ضمن إرسالية كبيرة قدرها سبعون تلميذا، وفتح لها مدرسة مستقلة فى مدينة باريس لتعليم الفنون العسكرية، ولم تزل الإرساليات تتعاقب، وتحضر إلى مصر، ويوظفون فى المصالح، كتعليم الفنون الحربية والتعليمات العسكرية، وأشغال الهندسة كعمل المبانى والترع والقناطر، وعمل الآلات وإدارة الورش والمعامل، واستخراج الزيوت وعمل الصابون والشمع والعطريات، وتكرير السكر، وعمل الأسلحة النارية والسيوف والسكاكين والمطاوى والساعات، وطقومة الخيل، وسبك المعادن، وتركيب الأحجار الثمينة، والحياكة، والتجليد، وصناعة الورق، وعمل الاستحكامات، وغير ذلك مما يطول شرحه، وقد ظهرت ثمراته فى البلاد المصرية، واستمرت إلى الآن.

وكان كلما علم بمزية فى جهة أرسل إليها من يعهد فيه الاستعداد للحصول عليها، فأرسل إلى بلاد الإنجليز، وبلاد إيتاليا، وبلاد النمسا، وألمانيا، فانتشرت المعارف المعاشية فى البلاد المصرية بعد خفائها.

[[التعليم فى عهد إسماعيل]]

وقد حذا حذوه خلفاؤه، وساروا على منهجه، وإن كان فى زمن المرحوم سعيد باشا حصل فتور فى سير التعليم، لكن لما آل الأمر إلى الخديو اسماعيل باشا أخذ التعليم