إلى ساحل مصر العتيقة وهم ينادون عليه إلى أن وصل إلى بيت الأمير علان بالناصرية، ثم عاودوا الشيخ فى أمره بأن عليه دينا ومالا للسلطان يضيع بشنقه، فعفا الشيخ عنه من القتل وأبقاه فى الحديد حتى يكون من أمره ما يكون، وقد أشرف ابن موسى على الهلاك.
ثم إن الشيخ أبا السعود لما فعل بابن موسى ذلك قامت عليه الثائرة، وأنكر عليه الناس والفقراء. وقالوا: إيش للشيخ شغل فى أمور السلطنة، واشتغل الناس به ولم يشكره أحد على ما فعله بابن موسى، ثم بعد أيام أشيع أنه أرسل خلف ابن موسى وفكه من الحديد وأظهر أنه قد رضى عليه وصار يتصرف فى أمور المملكة من عزل وولاية فأنكر الناس عليه ذلك انتهى.
[ترجمة شمس الدين السعودى]
وفى تاريخ الجبرتى أن من ذرية الشيخ أبى السعود الجارحى الإمام العلامة شمس الدين أبا عبد الله محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن على بن الأستاذ أبى السعود الجارحى الشافعى ﵁، ويقال له السعودى نسبة إلى جده المذكور، حضر دروس الشيخ مصطفى العزيزى وغيره من فضلاء الوقت، وكان إماما محققا له باع فى العلوم، وكان مسكنه فى باب الحديد أحد أبواب مصر، وحضر السيد البليدى فى تفسير البيضاوى، وكان الشيخ يعتمده فى أكثر ما يقول ويعترف بفضله ويحسن الثناء عليه. توفى فى شعبان سنه تسع وسبعين ومائة وألف انتهى.
[جامع أبى العلا]
هذا المسجد ببولاق القاهرة عند منتهى الجسر الموصل من جنينة الأزبكية إلى بولاق.
جدده السادات الوفائية، وعلى بابه كتابة بالخط الكوفى فيها بيتان تحتهما تاريخ سنة ثلاث وستين ومائتين وألف وهما:
قف على الباب خاضعا … حسن الظن والتجى
فهو باب مجرب … لقضاء الحوايج
/وهو جامع عامر مقام الشعائر إلى الغاية، له ثلاثة أبواب أحدها على الشارع وهو الباب الكبير، والثانى تجاه باب المقام غربى الجامع موصل لعطفة ضيقة، والثالث للميضأة. ويشتمل على إيوانين وثمانية أعمدة من الرخام، ومنبره من الخشب النقى المنزل بالعاج، ومحرابه مكسو بالرخام المقسم، ومنارته مرتفعة عليها نقوش كثيرة منها سورة تبارك بتمامها، وعلى سطحه مزولة، وبداخله ضريح سيدى أبى العلا الحسينى عليه قبة عظيمة ومقصورة من الخشب المنزل