يبتدئ من آخر شارع البيلى، وينتهى لباب الهواء، وطوله مائة وخمسة وسبعون مترا.
[جامع الشرايبى]
وبوسطه جامع الشرايبى وهو عن يسرة من سلك من الموسكى إلى الجامع الأحمر، أنشأه الحاج قاسم ابن الخواجا المرحوم الحاج محمد الدادة الشرايبى سنة خمس وأربعين ومائة وألف، وهو مقام الشعائر إلى الآن ينظر الديوان، ويعرف أيضا بجامع البكرى لدفن المجذوب المعتقد السيد على البكرى به. قال الجبرتى: أقام سنينا متجردا ويمشى فى الأسواق عريانا، ويخلط فى كلامه وبيده نبوت طويل يصحبه معه فى غالب أوقاته، وكان يحلق لحيته وللناس فيه اعتقاد عظيم، وينصتون إلى تخليطاته، ويوجهون ألفاظه، ويؤوّلونها على حسب أغراضهم ومقتضيات أحوالهم ووقائعهم، وكان له أخ من مساتير الناس، فحجر عليه ومنعه من الخروج، وألبسه ثيابا، ورغب الناس فى زيارته، وذكر مكاشفاته وخوارق كراماته فأقبل الناس عليه من كل ناحية، وترددوا لزيارته من كل جهة، وأتوا إليه بالهدايا والنذور وجروا على عوائدهم فى التقليد، وازدحم عليه الخلائق وخصوصا النساء، فراج بذلك أمر أخيه واتسعت دنياه، ونصب شبكة لصيده، ومنعه من حلق لحيته، فنبتت وعظمت، وسمن بدنه، وعظم جسمه من كثرة الأكل والراحة، وقد كان قبل ذلك عريانا شقيانا يبيت غالب لياليه بالجوع، طاويا من غير أكل بالأزقة فى الشتاء والصيف، وقيد به من يخدمه ويراعيه فى منامه ويقظته وقضاء حاجته، ولا يزال يحدّث نفسه، ويخلط فى ألفاظه وكلامه، وتارة يضحك، وتارة يشتم، ولا بد من مصادفة بعض الألفاظ، لما فى نفس بعض الزائرين،