للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قناديله وفرشه]

به دائما قناديل بعدد البوائك، وتزيد فى شهر رمضان جدا، وهى معلقة فى أوتار الخشب التى بين كل عمودين مثبتة تحت قواصر البوائك، وتوقد من ريع أوقافه بخدمة مخصصين لذلك يوقدونها من غروب الشمس إلى ما بعد صلاة العشاء، ثم يطفئون أكثرها ولا يبقون إلا القليل فيستمر إلى الصباح، وقبل الفجر يوقد أيضا بعض قناديل على المحرابين الكبيرين وأمامهما، وللقنديل السهارى أوقية من زيت الشيرج ولغير السهارى ربع أوقية، وفيه أربع سهارات توقد لمطالعة المجاورين، وهى عبارة/عن أوعية من نحاس ولها أغطية وقائم من نحاس نحو نصف ذراع، مربوطة ببعض الأعمدة بسلسلة من حديد وتستمر موقدة الليل كله، وهى من إنشاء المرحوم عبد الرحمن كتخدا، ورتب للواحدة كل ليلة أوقيتين من الزيت، وللقناديل والزيت خزانة تسمى بيت القناديل عن شمال الداخل من باب الصعائدة.

وأما فرشه فيفرش منه المقصورتان والمدارس والأروقة كل سنة مرة واحدة قبيل رمضان بحصر جيدة من السمار، ولا تفرش فيه البسط إلا شيئا قليلا بجوار القبلة فى يوم الجمعة، وليس فى صحنه فرش إلا البلاط.

[طريق التدريس فيه والمطالعة]

كان فى السابق لكل أهل مذهب من المذاهب الأربعة عمد معينة من عمده لا يجلس للتدريس فيها غيرهم، ولو وقع لحصل الشقاق والقتال بينهم، ولكل شيخ من أهل المذهب عمود لا يتعداه ولا يتعدى أحد عليه، لكن لا يشدد على ذلك كتشديد تعدى أهل مذهب على مذهب، والمتكلم على ذلك مشايخ المذاهب كشيخ المالكية وشيخ الحنفية، وإذا تفاقم الأمر يرفع إلى شيخ الجامع. ويجلس الشيخ أمام العمود مستقبلا والطلبة حلقة حوله، فإذا كثروا جلس على كرسى من خشب أو جريد وهم أمامه بلا تحلق، وكانت العادة سابقا أن لا يجلس على الكرسى، إلا نحو شيخ الجامع ولا يمكن ذلك من غيره، ثم بطل هذا فجلس كثير من العلماء على الكراسى، ولكل طالب مكان لا يتعداه ويقيم من يجلس فيه، فإذا جلسوا ابتدأ الشيخ بالبسملة والحمدلة والصلاة على النبى، ثم يقرر لهم الدرس بالدقة وهم يقابلون عليه فى الورق ويسألونه ما بدا لهم، وبعد ختم الدرس يقومون لتقبيل يده ولو كبارا، وليس على الشيخ أن يلاحظ حال الطالب من اجتهاد أو تكاسل أو حضور أو غيبة، بل هو موكول لنفسه، إلا أن يكون وليا عليه، كما أنه ليس لهم امتحان شهرى ولا سنوى، ومن له اجتهاد من نفسه أو وليه يلتفت إلى حفظ المتون قبل زمن الحضور أو معه، فيحفظ جميع المتون أو بعضها فينجح مسعاه؛ لأن من حفظ المتون حاز الفنون، وقبل حضورهم حلقة الدرس لا بد أن يطالعوه