وفى خططه أيضا أن ابن الصوفى العلوى وهو: إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على ابن أبى طالب ﵁، خرج بالصعيد ودخل إسنا فى ذى القعدة سنة خمس وخمسين ومائتين فنهبها وقتل أهلها، فبعث إليه ابن طولون بجيش فحاربوه عند ناحية هوّ فهزمهم، وذلك فى ربيع الأول سنة ست وخمسين، فبعث إليه بجيش آخر فالتقيا بإخميم فى ربيع الآخر فانهزم ابن الصوفى وفرّ إلى الواح وترك جميع ما معه وقتلت رجالته، فأقام بالواح سنتين ثم نزل على الأشمونين وسار إلى أسوان لمحاربة أبى عبد الرحمن العميرى فظفر به العميرى وقتل من جيشه مقتلة عظيمة، ولحق ابن الصوفى بأسوان فقطع لأهلها ثلاثمائة ألف نخلة، فبعث إليه ابن طولون فهرب إلى مكة فقبض عليه بها وحمل إلى ابن طولون فسجنه ثم أطلقه فسار إلى المدينة ومات بها.
وذكر فى موضع آخر أنه كان ياسنا آلة مائية لسقى ثلاثمائة وستين فدانا مغروسة نخيلا وكرما وقصبا انتهى.
وتلك المدينة على تل من التراب كما هى عادة المدن المصرية القديمة، وبيوتها مبنية من الآجر وهو الطوب المحرق، واللّبن وهو الطوب المضروب المجفف بالشمس والهواء، ولها موردة عظيمة مزدحمة بالمراكب غالبا، وقد زحف عليها النيل مرارا وأخذ من بيوتها.