خلائق لا يحصون، وأجمع أهل مصر على صلاحه، ووصفوه بالعلم والعمل والزهد والورع وكثرة النّسك والعبادة، وشرح كتاب «منهاج الفقه» وكتاب «التنبيه» شرحين عظيمين، جمع فيهما تحريرات أشياخه ..
وبالجملة فأوصافه الحسنة تجل عن تصنيفى، فأسأل الله أن يزيده من فضله ويحشرنا فى زمرته، مع العلماء العاملين اللهم آمين، انتهى باختصار قليل.
[ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن الخطيب]
وقد ترجم ابنه المحبى فى «خلاصة الأثر»، فقال: هو عبد الرحمن بن محمد المنعوت بزين الدين بن شمس الدين الخطيب الشربينى، الفقيه الشافعى، المصرى، الإمام العمدة ابن الإمام العمدة، كان من أهل العلم والبراعة فى فنون كثيرة، حسن الأخلاق كثير التواضع، أخذ عن والده وغيره، وكان كثيرا ما يحج ويجاور بمكة، اجتمع به النجم الغزى بالمدينة فى أواسط المحرم سنة اثنتين بعد الألف. قال: فسألته كم حججتم: فقال: أربعا وعشرين مرة. فقلت له: أنتم يا مولانا معاشر علماء مصر يحج الواحد منكم مرات، وأما أهل الشام فلا يكاد الواحد منهم يحج إلا مرة واحدة، فأنتم أرغب فى الخير منا، فقال لى: يا مولانا الواحد منا يستأجر بعيرا بعشرة ذهبا، ويحمل تحته القريقشات ويحج، وأنتم إذا حج أحدكم يتكلف كلفة زائدة تكفى عدة منا، وطريقكم أشد من طريقنا، والأجر يكون على قدر النصب والنفقة كما فى الحديث، فحجة الواحد منكم تعدل حجات الواحد منا، وهذا دليل على إنصافه وحسن نظره، قال: ووصل خبر موته إلى دمشق فى أوائل جمادى الآخرة سنة أربع عشرة بعد الألف، قال المحبى: وحججت فى تلك السنة وحررت وفاته عن بعض فضلاء مكة أنها كانت فى صفر سنة أربع عشرة المذكورة، رحمه الله تعالى.