للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسار إلى دمشق وحارب بها وتغلب، وأخذ الخليفة والسلطان حاجى والقضاة، وسار بهم إلى مصر واستبد بالسلطنة حتى مات سنة إحدى وثمانمائة، وكانت مدّته أتابكا وسلطانا إحدى وعشرين سنة وعشرة أشهر ونصفا خلع فيها ثمانية أشهر وتسعة أيام انتهى.

وفى تاريخ الإسحاقى: أن مدة تصرفه سلطانا ست عشرة سنة وأربعة شهور منها مدة السلطنة الأولى ست سنين وعشرة أيام ولما مات دفن بتربته بالصحراء. وضبط ما خلفه من الذهب العين ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، ومن القماش والخز والأثاث ما قيمته ألف ألف دينار، ومن الخيول المسوّمة والبغال ستة آلاف، ومن الجمال البختية خمسة آلاف، وكان عليق دوابّه كل شهر عشرة آلاف أردب انتهى.

[المدرسة البشيرية]

قال المقريزى: هذه المدرسة خارج القاهرة بحكر الخازن المطل على بركة الفيل، كان موضعها مسجدا يعرف بمسجد سنقر السعدى الذى بنى المدرسة السعدية، فهدمه الأمير الطواشى سعد الدين بشير الجمدار الناصرى، وبنى موضعه هذه المدرسة/فى سنة إحدى وستين وسبعمائة وجعل بها خزانة كتب وهى من المدارس اللطيفة انتهى. وتعرف الآن بزاوية الشيخ ظلام ولها بابان: أحدهما يفتح فى الزقاق المعروف بحارة الشيخ ظلام تجاه بيت الأمير رياض باشا، وقد ردم التراب من هذا الباب نحو متر ونصف وهو باق على هيئته الأصلية، وكان ذلك الزقاق فى سنة تسعين بعد الألف يعرف بدرب الخادم كما فى حجة وقفية على أغادار السعادة المحفوظة فى دفترخانة ديوان الأوقاف ففيها: أنّ الأغا المذكور وقف جميع المكان الذى بخط الصليبية فى درب الخادم تجاه المدرسة البشيرية والشيخ ظلام، وذلك المكان مطل على بركة الفيل. والباب الثانى بعطفة الألفى بقرب بيت مصطفى بيك ناظر أوقاف السّيدين سابقا، وهو باب صغير يفتح على المطهرة وعليه رخامة فيها نقوش بقى منها ما صورته العبد الفقير بشير الجمدار الناصرى بتاريخ شهر الله الحرام افتتاح سنة إحدى وستين وسبعمائة.

وهذه المدرسة مهجورة متخربة وبقى من مبانيها إيوان لطيف مرتفع السقف به عمودان