للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبشادة (١)

هذه البلدة كانت من المدن المشهورة فى زمن النصرانية، وكانت كرسى أسقفية ومن أساقفتها على ما نقله كترمير عن مؤرخى الأقباط: سريامون الذى مات فى زمن دقلديانوس، وأعقبه فى الأسقفية مقرب الذى مات إلى غير ذلك من الأساقفة، وكانت كرسى حكومة، ولم يتكلم عليها الرومانيون ولا اليونان مع أنها تذكر كثيرا فى كتب القبط، ولم يتكلم عليها المقريزى أيضا ولا ابن حوقل ولا غيرهما من مؤرخى العرب، فلعلها كانت تذكر باسم غير هذا الاسم، ويظن أنها هى المدينة التى كانت تسميها الروم أنطقبوس وذكر بطلميوس أنها كانت كرسى قسم بروزوبتيس الذى يلى قسم صا الحجر، وقد ذكر طوسديد أن بروزوبتيس سميت فيما بعد نكوس (نيقوس).

وذكر المؤرخ هيرودوط أن بروزوبتيس جزيرة من الدلتا محيطها تسع سينات (فراسخ)، وفيها عدة مدن من ضمنها اطريشى، وكان فيها معبد للزهرة وقال طوسديد:

إن الأثينيين المستخدمين بمصر التجئوا إلى هذه الجزيرة، وأن ميجاباظ رئيس العساكر العجمية حاصرهم بها ستة أشهر وحوّل فرع النيل حتى جف، ثم استولى على تلك الجزيرة.

وذكر المؤرخ وبلين أنه كان يضرب بها مداليات فى زمن قياصرة الروم (٢) هادريان وانطونيتوس بيوس وماركوس أورليوس (٢)، ومما يقوى أن مدينة أنطقيوس هى مدينة أبشادة، ما ذكره الأب سيكار من أنه


(١) أبشادة: ذكرها رمزى «إبشادة»، ويطلق عليها أيضا إبشادى وهى من البلاد القديمة بمركز تلامنوفية. انظر القاموس الجغرافى، ق ٢ ج ٢/ ١٧١، ق ٢ ج ٤، ص ٥٨
(٢ - ٢)) انظر الاستدراكات.