للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجوع تلك النواحى أبدا نحن ما أخذناها إلا باذن السلطان وما منا إلا باع الغالى بالرخص وأخذ من المزاد ويلزم الأغاوات الذين طلبوا ذلك أن يقعدوا فى مصر بالأدب وإلا نرسلهم إلى أبريم انتهى.

وإنما ذكرنا ذلك لما فيه من الفائدة مع بيان الفرق بين حالة هذه الديار قبل العائلة المحمدية وحالتها بعد مجيئها التى أثرت فيها العباد وعمرت البلاد، سيما فى زمن الحضرة الخديوية نضر الله أيامه ورفع فى الخافقين أعلامه وكذا أنجاله الكرام بجاه النبى .

[(بوصير)]

بضم الموحدة وسكون الواو وكسر الصاد وسكون المثناة التحتية وبعدها راء اسم يشترك فيه أربعة بلاد بالديار المصرية كما فى القاموس وابن خلكان فمنها بليدة بكورة السمنودية من الوجه البحرى ومنها بوصير الفيوم وبوصير الجيزة وبوصير البهنسا ا. هـ.

قلت وفى مديرية البحيرة مدينة من هذا الاسم أيضا قد اندرست والآن آثارها موجودة على سلسلة الجبال المتصلة بالاسكندرية ممتدة إلى جهة الغرب فى جنوب البحر الأبيض على نحو خمسمائة متر، وعلى شاطئ السيالة الممتدة من بحيرة مريوط إلى جهة الغرب وفى غربى آثار مدينة مريوط بنحو ثلاثة عشر ألف متر، وفى محلها الآن قلعة بوصير التى فوق المالح فى غربى الاسكندرية وفى الصعيد الأعلى جهة قفط كانت بلدة من هذا الاسم أيضا.

قال العالم زويجا إن أهلها رفعوا لواء العصيان مع أهل قفط فهدمها القيصر مكسيميان، فعلى هذا فالبوصيرات فى هذه الديار كانت ستة بل فى مديرية القليوبية بمركز الخانقاه قرية تسمى بوصير أيضا فى شرقى بركة الحج بأكثر من ألف متر، وشرقى المرج بنحو أربعة آلاف متر، وفى جنوب القلج بأكثر من ثلاثة آلاف متر، وبها جامع بمنارة ونخيل كثير فعلى هذا هى سبع بوصيرات فأما بوصير سمنود فقد تكلم عليها هيرودوط وديودور الصقلى واسترابون وبطليموس، وزعم بعضهم أنها بهبيط الحجارة وأنكر كثير من الجغرافيين ذلك وذكرها الادريسى وأبو الفداء والمقريزى وغيرهم.