وقال الإدريسى إنها كانت غربى جزيرة فى النيل وهو وأبو الفداء وأبو صلاح ودفاتر التعداد جعلوها بوصير بنا وبعضهم سماها بوصير سمنود وجعلها أبو الفداء من قسم سمنود ويوافقه ما فى أحد دفاتر التعداد أنها غربى سمنود.
وقال المقريزى إنها رأس خط ولعلها كانت كذلك فى بعض الأزمان وكانت مركز اسقفية، وفى تاريخ بطارقة الإسكندرية ذكر بعض أسماء من تولى أسقفيتها وذكر بعضهم أنها من خط قرية سنباط التى جعلها الإدريسى فى الشاطئ الغربى من فرع دمياط وسميت بوصير بنا لقربها من قرية بنا الواقعة على شاطئ النيل الغربى التى جعلها المقريزى رأس خط مجموع قراه وقرى بوصير ثمان وثمانون قرية وبين بوصير وبنا نحو فرسخين.
وأما بوصير الجيزة فهى واقعة بين مدينة منف والأهرام فى بحرى سقارة على نحو ساعة فى رملة غربى اللبينى بنحو ألف متر وكان فيها معبد سبرابيس وبه مدفن العجل المتخذ إلها وهى موجودة إلى الآن/وذكرها أبو الفداء، وفى دفاتر التعداد فى هذه المديرية وتسمى بوصير السدر، ولعل ذلك كان لكثرة شجر النبق هناك وذكر عبد اللطيف البغدادى أنه شاهد بها عدة أهرام، منها هرم متهدم لكن ليس أقل فى الارتفاع من أهرام الجيزة وأطال الكلام على المدافن التى كانت تدفن فيها الناس والحيوانات هناك.
قال المقريزى وفى سنة ٥٧٩ هجرية ظهر بتربة بوصير من ناحية الجيزة بيت هرميس ففتحه القاضى ابن الشنهرزورى وأخذ منه أشياء من جملتها كباش وقرود وضفادع من حجر بازهر وقوارير من دهنج وأصنام من نحاس، ثم قال: وقد أكثر الناس فى ذكر الأهرام ووصفها ومساحتها وهى كثيرة العدد جدا وكلها ببر الجيزة وفى بوصير منها شئ كثير وبعضها كبار وبعضها صغار وبعضها طين وبعضها لبن وأكثرها حجر وبعضها مدرج وأكثرها مخروط أملس ا. هـ.
وقد بسطنا القول فيها عند الكلام على منف، وفى المسعودى أن مدينة العقاب كانت غربى هرم بوصير بمسافة خمسة أيام وخمس ليال بسير الحصان السريع وتكلم أبو الفداء على بوصير الفيوم وتسمى كورديس أو قورديس بالكاف أو بالقاف وعلى بوصير من قسم بوش وقال كترمير إن هذه هى عين بوصير الفيوم التى سماها ابن