والحمير، وقليل من الإبل، وعندهم الدجاج البلدى، ويصطاد من تلك الجهات دجاج الغيط الوحشى، ولحمه أحسن من لحم الدجاج البلدى، والواحدة منه قدر اثنتين من الدجاج البلدى، ثم تسير وتبيت على غير ماء، ثم تسير وتحط على آبار شنقة، وهى آبار فى واد قبلى شنقة، تنيف على المائة، ويمتلئ جميعها من المطر أيام نزوله وأكثرها يجف فى فصل الصيف، ويختلف عمقها/من سبعة وثلاثين مترا إلى خمسة وسبعين مترا، وماؤها مر وقليل، وفيه عفونة بسبب جيرية أرضه المتلبسة بالرمل، ويقال إن أول بئر عملت فى أم شنقة هى البئر التى عمقها خمسة وسبعون مترا، وهى مبنية بالحجر فوق سطح الأرض بقدر عشرة أمتار، وتحت ذلك فى الأرض بناء من الآجر بقدر ثمانية أمتار، وما بقى إلى آخر قعرها لا بناء فيه؛ بل هو من أصل أرضها.
[الكلام على قرية أم شنقة]
وأم شنقة بلدة عامرة فى شمال تلك الآبار، مساكنها كمساكن فوجة، وتجدد فيها الآن أبنية من الحجر على دور واحد، وقد أحدثت الحكمدارية جبخانة بينها وبين الوادى، وهى مجمع التجار الذاهبين من مصر إلى دارفور ومن دارفور إلى كردفان وبالعكس، ولها سوق كل يوم أربعاء، تنصب فيه خيام صغيرة كعادة الأسواق، يباع فيه القماش المصرى وغيره والعقاقير، وأنواع الحبوب والتمر، والتمر الهندى، والنطرون والخرز، وحلقان الصفيح الأصفر، ونحو ذلك، ويوجد فيه الأرز والصابون والسكر الأبيض والأحمر، ونحو ذلك مما يجلب من مصر، ويباع فيه البوزة والعرقى وثمر الحمر، والملاح والشرموط، والفلفل الشطيطة، والكول وسروج الحمير والفراوى، وريش النعام والطواجن، والكنابيش والأزيار والأباريق، والبامية والبصل والبطيخ، وأكثر أهل هذا السوق كغيره من أسواق تلك الجهات النساء، وهن تجار أغلب تلك البضائع، ثم تسير فى طريق واضح، عن يمينه ويساره أشجار قليلة من السلم بكسر فسكون، وهو غير السلم بفتحتين، والقفل وأشجار اللبان، فتحط عند